وهذا يُسهِم في تعزيز الأمان السيبراني وحماية المعلومات الحسَّاسة؛ لذا سنكتشف في هذا المقال مفهوم الهَكَر الأخلاقي وأهميَّته في عالَم التكنولوجيا الحديثة وكيفيَّة تطبيقه في سياق الأمان السيبراني.
ما هو الهكر الأخلاقي؟
الهكر الأخلاقي هو ممارسةٌ مرخَّصةٌ لاكتشاف الثغرات في تطبيقٍ أو نظامٍ أو بنيةٍ تحتيةٍ لمؤسسة وتجاوُزِ أمان النظام لتحديد احتمالات تسرُّب البيانات والتهديدات في الشبكة، ويهدف القراصنة الأخلاقيُّون إلى التحقيق في النظام أو الشبكة للنِّقاط الضعيفة التي يُمكِن للقراصنة الخبيثين استغلالها أو تدميرها، ويمكنهم تحسين نطاق الأمان لتحمُّل الهجمات أو تحويلها.
تسمح الشركة التي تملك النظام أو الشبكة لمهندسي الأمن السيبراني بأداء مثل هذه النشاطات من أجل اختبارِ دفاعاتِ النظام، ومن ثم بخلاف الاختراق الخبيث، يُخطَّط لهذه العملية ويُوافَق عليها والأهمُّ من ذلك هي قانونيةٌ.
يَهدِف القراصنة الأخلاقيُّون إلى التحقيق في النظام أو الشبكة للنِّقاط الضعيفة التي يُمكِن للقراصنة الخبيثين استغلالها أو تدميرها، فيجمعون ويُحلِّلون المعلومات لإيجاد طرائق لتعزيزِ أمان النظامِ / الشبكة / التطبيقات، ومن خلال ذلك، يمكنهم تحسين نطاق الأمان بحيث يمكنه تحمُّل الهجمات تحمُّلاً أفضلَ أو تحويلها.
يوظَّف القراصنة الأخلاقيون من قِبل المؤسسات للتَّحقيق في الثغرات في أنظمتها وشبكاتها وتطوير حلولٍ لمنع تسرُّبِ البيانات، يمكن عدها تشكيلة تكنولوجية مُتقدِّمة للمثل القديم: “إنَّه يوظِّف لصاً ليُمسك لصاً”.
لماذا يُعدُّ الهكر الأخلاقي هاماً؟
يُعدُّ الهكر الأخلاقي هاماً لدوره في:
1. الدفاع الأمني السيبراني:
يؤدِّي المهاجمون الأخلاقيون دوراً حيويَّاً في تحديد وإغلاق الفجوات الأمنية قبل أن يتمكَّن المهاجمون الإجراميون من استغلالها، وهذا يُقوِّي دفاعات المؤسسات الرقمية.
2. الامتثال:
تتطلَّب مجموعة متناميةٌ من اللوائح والمعايير والقوانين العالمية والخاصة بالصناعة اختبارات أمنيةً منتظمَةً، ويظهر هذا بوضوحٍ في تشريعات الاتِّحاد الأوروبي الأخيرة مثل قانون دورا الرقمي للصمود التشغيلي، ويمكن الحصول على الاختراق الأخلاقي إمَّا من المُتخصِّصين الداخليين أو الاستشاريين، أو من شركات الهكر الأخلاقي واختبار الاختراق.
3. تقليل المخاطر:
من الناحية التشغيلية، يُستخدَم الهكرُ الأخلاقيُّ لتقليلِ المخاطر، وهذا يساعد على تقليل خطر اختراق البيانات والخسائر المالية وأضرار السمعة والمسؤوليات القانونية المرتبطة بالهجمات السيبرانية.
4. التحسين المستمر:
من خلال إجراء تقييمات اختراق أخلاقية بانتظام، يمكن للمؤسسات تحسين تدابير الأمان الخاصة بها تحسيناً مستمرَّاً والبقاء على اطِّلاعٍ على التهديدات السيبرانية المُتطوِّرة.
ما هي المنهجيات الرئيسة للاختراق الأخلاقي؟
1. الاستطلاع:
جمع المعلومات عن نظام الهدف، ومن ذلك تحديد الثغرات المُحتمَلة.
2. المسح:
استخدام مجموعة مُتنوِّعة من الأدوات لمسح وتحديد الضعف في نظام الهدف أو الشبكة بنشاط.
3. الوصول إلى النظام:
محاولة استغلال الثغرات المُحدَّدة للوصول إلى النظام.
4. الحفاظ على الوصول:
في حال نجاحهم، قد يحافظ الهكر الأخلاقيون على الوصول إلى النظام لتقييم مدى الأضرار المحتملة.
5. إخفاء الآثار:
ضمان عدم اكتشاف نشاطاتهم من قِبل مسؤولي النظام.
6. البقاء قانونيَّاً:
الحصول على الموافقة اللَّازمة قَبل الوصول وأداء تقييم الأمان.
7. تحديد النطاق:
تحديد نطاق التقييم بحيث يبقى عملُ القراصنة الأخلاقيين قانونيَّاً وضمن الحدود المُعتمَدة للمؤسسة.
8. الإبلاغ عن الثغرات:
إخطار المؤسسة بجميع الثغرات التي اكتُشفت في أثناء التقييم وتقديم نصائح للتصحيح.
9. احترام سريَّة البيانات:
بناءً على حساسية البيانات، قد يضطر القراصنة الأخلاقيون إلى الموافقة على اتفاقيَّة عدم الكشفِ، إضافة إلى شروط أخرى مطلوبة من المؤسسة المُقيَّمة.
ما هو الفرق بين اختبار الاختراق والاختراق الأخلاقي؟
اختبار الاختراق والاختراق الأخلاقي يُستخدمان لاختبار أمان النظام، فالاختراق الأخلاقي هو مصطلحٌ أكثر عموميَّةً يمكن أن يشير إلى أي نوعٍ من اختبارات الأمان، بينما يُشير اختبار الاختراق خصوصاً إلى محاولات الوصول غير المُصرَّح بها إلى النظام، ويمكن استخدام كلا النوعين من الاختبار للعثور على الثغرات وتقييم فاعلية التدابير الأمنية.
هل الهكر الأخلاقي قانوني؟
نعم، يوثق بالمهاجمين الأخلاقيين لاختراق شبكات وأنظمة الكمبيوتر في المؤسسات، فلديهم المعرفة نفسها والأدوات كما لدى المهاجم الإجرامي، ولكن عملهم قانونيَّاً.
هل الهكرز الأخلاقيون مطلوبون؟
يتزايد الطلب على الهكرز الأخلاقيين، فتُدرِك المؤسسات أكثر فأكثر حاجتها لحماية بياناتها من الهجمات السيبرانية، وتساعد الشهادة في الهكر الأخلاقي على تمييزك عن الآخرين وإظهار التزامك بأفضل الممارسات في المجال، وC|EH هي الشهادة الأكثر شهرة للهكرز الأخلاقيين.
هل الهكر الأخلاقي مهنة جيدة؟
يكون الهكرُ الأخلاقيُّ مهنةً جيدةً للأشخاص الذين يهتمُّون بأمانِ الكمبيوتر ويستمتعون بالعثور على ثغراتٍ في أنظمةِ الكمبيوتر، ويُمكن للمهاجمين الأخلاقيين العمل لدى المؤسسات التي تحتاج إلى تأمين أنظمتِها الحاسوبية، أو يمكنهم العمل بصفة استشاريين مستقلِّين.
يمكن للمُحترفِين في هذا المجال أن يشغلوا أدواراً مثل:
1. مُهاجِم أخلاقي معتمد (C|EH):
الأشخاصُ الذين حصلوا على شهادة C|EH مؤهَّلون لأداء مهام الهكر الأخلاقي ومطلوبون بشدَّةٍ من قِبل المؤسسات التي تسعى إلى تأمين أنظمتها.
2. مُختبَر الاختراق:
يختصُّ في تحديد الثغرات والضعف في الأنظمة والشبكات والتطبيقات.
3. محلِّلُ أمنٍ:
يُراقب ويقيِّم التدابير الأمنية، ويستجيب لحوادث الأمان ويُنفِّذ التدابير الوقائية الضرورية.
4. مُستشار الأمن:
يُقدِّم النصائح للمؤسسات عن أفضل الممارسات الأمنية ويساعد على تطوير استراتيجياتِ أمنٍ قويَّةٍ.
ما هي EC-Council؟
إنَّ EC-Council (المجلس الدولي للاستشاريين في التجارة الإلكترونية) منظَّمةٌ تعتمد على الأعضاء تصدر شهادات في مجال التجارة الإلكترونية وأمن المعلومات.
طوَّرت برنامج C|EH (المهاجِم الأخلاقي المعتمد) وعدداً من البرامج الأخرى فيما يزيد على 87 دولة حول العالم.
يُعَدُّ IT Governance مركز تدريب معتمداً من (EC-Council ATC)، يُقدِّم أفضلَ تجربة تحضير للامتحان تحت إشراف مُدرِّبين لشهادة C|EH.
ما هي المهارات والشهادات التي يجب أن يحصل عليها القراصنة الأخلاقيون؟
يجب أن يكون لدى القراصنة الأخلاقيين مجموعة متنوعة من المهارات الكمبيوترية، وغالباً ما يتخصَّصون، ويُصبحون خبراء في مجال معيَّنٍ داخل مجال الاختراق الأخلاقي.
ماذا يجب أن يمتلك القراصنة الأخلاقيين؟
- خبرة في لغات البرمجة.
- إجادة أنظمة التشغيل.
- معرفة مُتعمِّقة بالشبكات.
- أساساً قويَّاً في مبادئ أمن المعلومات.
الشهادات التي يجب على القراصنة الأخلاقيين امتلاكها:
- EC Council: شهادة القرصنة الأخلاقية المعتمدة
- Offensive Security Certified Professional (OSCP) Certification
- CompTIA Security+
- Cisco’s CCNA Security
- SANS GIAC
ما هي المشكلات التي يُحدِّدها الاختراق؟
في أثناء تقييم أصول تكنولوجيا المعلومات التابعة لمؤسسة، يهدف الاختراق الأخلاقي إلى تقليد الهجوم؛ وبذلك يَبحثون عن نقاطِ الضعف ضدِّ الهدف، والهدف الأوَّليُّ هو القيام بالاستطلاع، واكتساب أكبر قدرٍ ممكنٍ من المعلومات.
بمجرَّد أن يجمعَ القراصنة الأخلاقيون ما يكفي من المعلومات، يستخدمونها للبحث عن الثغرات ضد الأصول، ويقومون بهذا التقييم بتوازنٍ بين الاختبار التلقائي واليدوي، حتَّى النُّظُم المُتطوِّرة قد تحتوي على تقنياتٍ مضادَّةٍ مُعقَّدةٍ قد تكون ضعيفة.
لا يتوقَّفون عند كشف الثغرات، ويَستخدِم القراصنة الأخلاقيون استغلالات ضد الثغرات لإثبات كيف يمكن للمهاجم الخبيث استغلالها.
الثغرات الشائعة التي يكتشفها القراصنة الأخلاقيون:
- هجمات الحقن.
- الهويَّة المكسورةُ.
- تكوينات الأمان غير الصحيحة.
- استخدام مكوِّنات تحتوي على ثغراتٍ معروفةٍ.
- تعرُّض البيانات الحساسة للسرقة.
بعد مدَّةِ الاختبار، يُعِدُّ القراصنة الأخلاقيون تقريراً مفصَّلاً، وتتضمَّن هذه الوثائق خطوات الاختراق للثَّغرات المُكتشَفة وخطوات لإصلاحها أو التخفيف من تأثيرها.
ما هي بعض القيود على الاختراق الأخلاقي؟
1. نطاقٌ محدودٌ:
لا يمكن للقراصنة الأخلاقيين التقدُّم خارج نطاقٍ مُحدَّدٍ ليجعلوا الهجوم ناجحاً، ومع ذلك، فإنَّ من المعقول مناقشة إمكانية الهجوم خارج النطاق المُحدَّد مع المُنظَّمة.
2. قيود الموارد:
لا يواجه القراصنة الأخلاقيون قيودَ الوقت التي يواجهونها غالباً القراصنة الخبيثون، فالطاقة الحسابيَّةُ والميزانيَّة قيود إضافيةٌ على القراصنة الأخلاقيين.
3. الطرائقُ المُقيَّدةُ:
تطلُبُ بعض المؤسسات من الخبراء تجنُّب حالات الاختبار التي تؤدِّي إلى تعطُّل الخوادم (مثل هجمات إنكار الخدمة (DoS)).
ما هي أنواع الهكرز؟
تسمى ممارسة الهكر الأخلاقي بـ”القبَّعةِ البيضاء”، والذين يقومون بها يُطلق عليهم اسم قراصنة القبعة البيضاء، وبخلاف الهكر الأخلاقي، تصف “القبَّعة السوداء” ممارسات تنطوي على انتهاكات أمنية، ويستخدمُ قراصنةُ القبَّعةِ السوداء تقنيات غير قانونية للتَّسلُّل إلى النظام أو تدمير المعلومات.
بخلاف قراصنةِ القبَّعة البيضاء، لا يَطلُب قراصنةُ القبَّعة الرمادية إذناً قبل دخول نظامك، ولكن قراصنةُ القبَّعةِ الرماديةِ مختلفون أيضاً عن قراصنة القبَّعةِ السوداء لأنَّهم لا يقومون بالاختراق لأيِّ فائدةٍ شخصيةٍ أو لجهةٍ ثالثةٍ؛ هؤلاء القراصنة ليس لديهم أيُّ نيَّةٍ شرِّيرةٍ ويقومون بالاختراق لأسبابٍ ترفيهيَّةٍ أو أسبابٍ مُتنوِّعة أخرى، وعادة ما يُخبرون صاحب النظام عن أيَّةِ تهديداتٍ يجدونها، وكلٌّ من الاختراق بالقبعة الرمادية والقبعة السوداء غير قانوني، فيشكِّل كلٌّ منهما اختراقاً غير مُصرَّحٍ به في النظام، على الرَّغم من اختلاف نوايا كل نوعٍ من أنواعِ القراصنة.
قراصنة القبَّعة البيضاء مقابل قراصنة القبَّعة السوداء:
أفضل طريقة للتَّفريق بين قراصنة القُبَّعة البيضاء وقراصنة القبَّعة السوداء هي النَّظر إلى دوافعهم، فيتحلَّى قراصنةُ القُبَّعةِ السوداء بنيَّةٍ شريرةٍ، تتجلَّى في الكسبِ الشخصيِّ أو الربح أو التحرُّش؛ بينما يسعى قراصنةُ القبَّعة البيضاء لاكتشاف ومعالجة الثغرات، لمنع قراصنة القُبَّعةِ السوداء من الاستفادة منها.
تشمل الطرائق الأخرى لتمييز قراصنة القُبَّعةِ البيضاء عن قراصنة القُبَّعةِ السوداء:
1. التقنيات المستخدمة:
يُكرِّس قراصنة القبعة البيضاء التقنيات والأساليب التي يتَّبعها قراصنة القبعة السوداء من أجل اكتشاف الاختلافات في النظام، مقلِّدين جميعَ الخطوات الأخيرة لمعرفة كيفيَّة حدوثِ هجومٍ على النظام أو كيفيَّة حدوثه في المستقبل، فإذا وجدوا نقطةَ ضعفٍ في النظام أو الشبكة، يقومون بالإبلاغ عنها فوراً وإصلاح العيب.
2. القانونية:
على الرَّغم من أنَّ الهكرَ الأخلاقيَّ يتَّبع التقنيات والأساليب نفسها التي يتَّبعها الهكر غير الأخلاقي، إلَّا أنَّه يُقبل قانونياً، فيقوم قراصنة القبعة السوداء بانتهاك القانون من خلال اختراق النُّظمِ دون الحصول على موافقة.
3. الملكية:
يعمل قراصنة القبعة البيضاء لدى المؤسسات من أجل اختراق أنظمتها واكتشاف المشكلات الأمنية، بينما لا يمتلك قراصنة القبعة السوداء النظام ولا يعملون لصالح صاحبه.
في الختام:
يُبرز الهكر الأخلاقي القراصنةُ بصفتهم مدافعين عن الأمن السيبراني، فيستخدمون مهاراتهم لتحسين النُّظُم وحمايتها من التهديدات، ويمثِّلون فريقاً أساسياً في حماية البيانات والخصوصية على الإنترنت، ويساهمون في بناء بيئةٍ رقابيةٍ تُعزِّز الثقةَ والاستقرار الرقمي، ومن خلال الالتزام بالمعايير الأخلاقية والقوانين، يضع الهكر الأخلاقي أُسساً قويَّةً لمستقبلٍ آمنٍ ومُستدامٍ على الإنترنت.