في الواقع، يتمتع الذكاء الاصطناعي بقدرات استثنائية في مجال معالجة المعلومات والتعلم الآلي، وهذا يمكِّنه من تحليل كميات هائلة من البيانات واكتشاف الأنماط واتخاذ القرارات الجيدة، هذه القدرات تجعل الذكاء الاصطناعي قوة قوية ومبدعة في سوق العمل، فيساهم في تحسين العمليات وزيادة الكفاءة وتعزيز الابتكار وإنشاء وظائف جديدة وفرص مهنية مثيرة تتطلب مهارات فريدة من نوعها، إذ يفتح الأبواب للمطورين والباحثين والمهندسين والمحللين والمختصين في التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، ليشكلوا قوة عاملة تتطور مع تطور التكنولوجيا، وفيما يأتي سنكتشف الوظائف التي تندرج تحت مظلة الذكاء الاصطناعي.
الوظائف التي تندرج تحت الذكاء الاصطناعي:
استخدام الذكاء الاصطناعي يفتح أفاقاً واسعة للوظائف المبتكرة والمتنوعة في سوق العمل، وفيما يأتي بعض الوظائف التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالاستخدام الناجح للذكاء الاصطناعي:
1. مهندس الذكاء الاصطناعي:
مهندس الذكاء الاصطناعي هو محترف متخصص في تصميم وتطوير الأنظمة والتطبيقات التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومن بين المهام التي يقوم بها:
- تصميم نماذج الذكاء الاصطناعي المستخدمة في تدريب الأجهزة على التعلم واتخاذ القرارات.
- تطوير البرمجيات والتطبيقات التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل تطبيقات الترجمة الآلية والتعرف إلى الصوت والصورة وتطبيقات التوصيات.
- تحليل البيانات الضخمة واستخراج الأنماط والمعلومات القيمة منها.
2. مهندس تعلم الآلة:
هو محترف يعمل على تصميم وتنفيذ نظم التعلم الآلي، من مهامه:
- تحليل البيانات المتاحة وفهمها لاستخلاص الأنماط والمعلومات القيمة منها.
- تجهيز وتنظيف البيانات المستخدمة في التدريب والتحليل.
- تصميم الخوارزميات المناسبة لتحقيق الأداء المطلوب.
- تدريب النماذج على البيانات المتاحة وضبط المعلومات والمتغيرات لتحسين أداء النموذج.
- تقييم أداء النماذج وتحليل النتائج لتحسينها وتحسين دقة التنبؤات والتوقعات.
- تحويل النماذج المدربة إلى تطبيقات قابلة للاستخدام الفعلي، سواء على الأجهزة المحمولة أم الخوادم أم السحابة الحاسوبية.
3. متخصص في معالجة اللغة الطبيعية:
يعمل على تطوير نماذج وأدوات لفهم وتحليل ومعالجة اللغة الطبيعية، ومن بين مهامه: تحليل النصوص واستخراج المعلومات الهامة منها، وتطوير أنظمة الترجمة الآلية وتحسينها، وتطوير الأنظمة التي تقوم بإنشاء نصوص تلقائياً.
4. مطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي:
يطوِّر تطبيقات وأنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل تطبيقات التعلم الآلي، وتطبيقات التحليل الضخم للبيانات، وتطبيقات التوصية.
5. محلل بيانات:
تتركز وظيفة محلل البيانات على تحليل وفهم البيانات المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها، فيعمل المحلل على استخراج المعلومات القيمة من البيانات وتحليلها للكشف عن الأنماط والاتجاهات وتوفير الإحصاءات والتقارير التي تساعد على اتخاذ القرارات الاستراتيجية الجيدة، ومن مهامه:
- جمع البيانات ذات الصلة بالمشروع وتحضيرها للتحليل، وذلك عن طريق تنظيفها من الأخطاء وإزالة القيم المفقودة أو المشوهة.
- تحليل الأنماط والعلاقات واستخلاص الإحصاءات الهامة.
- تدريب النماذج التنبؤية لتحقيق توقعات دقيقة للأحداث المستقبلية.
- تصوير البيانات بشكل مفهوم وجذاب، مثل استخدام الرسوم البيانية والرسوم البيانية المتحركة.
- يقدم توصيات قائمة على تحليل البيانات لدعم عمليات اتخاذ القرار فيما يتعلق بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل توصيات لتحسين الأداء وتحسين الاستدامة وتقليل المخاطر.
شاهد بالفديو: الذكاء الاصطناعي في التعليم هل يحل الروبوت محل المعلم
6. مدير المنتجات الذكية:
يطوِّر ويدير المنتجات والخدمات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، فيتولى الإشراف على كافة جوانب دورة حياة المنتج، بدءاً من التخطيط والتطوير وحتى التسويق والدعم الفني، ومن مهامه:
- دراسة السوق وتحليل الاحتياجات والمتطلبات المتغيرة للعملاء.
- وضع استراتيجية المنتج وتحديد متطلبات المنتج الذكي ووضع خطة تطوير مفصلة، ويشتمل ذلك على تحديد الميزات والوظائف وجدول زمني لإنجاز المهام.
- إدارة فريق التطوير وتنسيق الجهود بين فريق التطوير ومختلف الأقسام الأخرى في المؤسسة.
- إدارة العمليات والتسويق فيشرف على إطلاق المنتج الذكي وتسويقه بفاعلية وتحليل استجابة العملاء وملاحظاتهم، ويتخذ التدابير اللازمة لتحسين المنتج وتعزيز رضى العملاء.
- رصد أداء المنتج الذكي وتحديد المجالات التي يمكن تحسينها.
7. خبير تسويق الذكاء الاصطناعي:
تركز هذه الوظيفة على استخدام التقنيات والأدوات المتقدمة في مجال التسويق لتحسين استراتيجيات التسويق باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومن مهامه:
- تحليل البيانات المتعلقة بالعملاء وسلوكهم لاستخلاص الأنماط والاتجاهات.
- تطوير استراتيجيات التسويق التي تستهدف جمهوراً محدداً وتلبي احتياجاتهم.
- تخصيص تجربة التسويق لكل عميل عن طريق تقديم المحتوى والعروض المناسبة لاحتياجاتهم الفردية.
- مراقبة وتحليل الحملات التسويقية.
- الاطلاع على أحدث التطورات في مجال التسويق والذكاء الاصطناعي، والعمل على تطبيق التقنيات الجديدة والأدوات لتحسين عمليات التسويق وزيادة كفاءتها.
8. مهندس الروبوتات والأتمتة:
تتعلق بتصميم وتطوير الروبوتات والأنظمة الذكية، من مهامه: تصميم وتطوير الروبوتات، برمجة الروبوتات لتنفيذ وظائف محددة، إجراء اختبارات وتجارب على الروبوتات للتحقق من أدائها وتحسينها، صيانة وإصلاح الروبوتات.
9. مهندس الشبكات الذكية:
يعمل على تطوير البنية التحتية للشبكات الذكية والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ومن مهامه:
- تصميم الشبكات الذكية المتطورة التي تدعم توصيل الأجهزة والأنظمة المختلفة.
- تكوين المعدات والأجهزة المستخدمة في الشبكة الذكية وبرمجتها وتثبيت البرامج المناسبة.
- يعمل على حماية الشبكات الذكية من التهديدات الأمنية والاختراقات.
- تشخيص وحل مشكلات الشبكة المختلفة.
10. متخصص في الأمن السيبراني:
تتعلق بحماية الأنظمة والشبكات والبيانات من التهديدات السيبرانية وضمان سلامتها، من مهامه:
- تقييم أمن الأنظمة والشبكات وتحليل الضعف والثغرات الأمنية المحتملة.
- وضع استراتيجيات وسياسات الأمان لحماية البيانات والأنظمة، فيضع قواعد الوصول والتحقق والتشفير والحماية من البرمجيات الضارة والتهديدات الأمنية الأخرى.
- مراقبة الشبكات والأنظمة لكشف أي نشاط غير مشروع أو هجوم سيبراني، وتحقيق الاستجابة السريعة واتخاذ الإجراءات لاحتواء ومعالجة الحوادث.
- توعية وتثقيف الموظفين بشأن قضايا الأمن السيبراني وممارسات الأمان الجيدة.
- إجراء التحقيقات الرقمية لتحديد مصدر الهجمات.
- التواصل والتعاون مع فرق الأمان الأخرى والإدارة والشركاء لتحسين الأمان.
11. مستشار الذكاء الاصطناعي:
من مهامه:
- تقديم استشارات استراتيجية للشركات والمؤسسات بشأن كيفية استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تحسين أعمالهم وتحقيق أهدافهم.
- تقييم وتحليل التقنيات والأدوات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وتحديد ما إذا كانت تناسب احتياجات الشركة وأهدافها.
- تصميم وتطوير الحلول لتلبية احتياجات العملاء.
- مراجعة ومتابعة تنفيذ المشاريع واستخدام التكنولوجيا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
12. باحث في مجال الذكاء الاصطناعي:
تتعلق بالعمل على تطوير وتحسين تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، من مهامه:
- إجراء بحوث مكثفة لفهم الأسس النظرية والتطبيقية للذكاء الاصطناعي، فيقوم بتطوير نماذج وخوارزميات جديدة وابتكارات في مجالات مثل التعلم العميق، وتعلم الآلة، ومعالجة اللغة الطبيعية، ورؤية الحاسوب، وغيرها.
- تصميم وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتجريب وتقييم أداء هذه النماذج والخوارزميات المطورة.
- استخدم أساليب الاستكشاف والتحليل الإحصائي وتقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لفهم البيانات واكتشاف العلاقات والأنماط ووضع التنبؤات المستقبلية.
- نشر نتائج أبحاثهم في المؤتمرات والمجلات العلمية المختصة بمجال الذكاء الاصطناعي.
- التعاون والتواصل مع فرق البحث الأخرى والمؤسسات الأكاديمية والصناعية والحكومية؛ لتبادل الأفكار والمشاركة في مشاريع بحثية مشتركة.
هل يمكن أن يسيطر الذكاء الاصطناعي يوماً ما على فرص العمل في العالم؟
يعد الذكاء الاصطناعي تطوراً هائلاً في مجال التكنولوجيا، وعلى الرغم من أنَّه يتوقع أن يؤدي إلى تغييرات في بعض الوظائف التقليدية وطرائق العمل، لكنَّه لا يعد عاملاً يسيطر بشكل كامل على فرص العمل في العالم، وعلى النقيض من ذلك يبدو أنَّ الذكاء الاصطناعي سيفتح آفاقاً جديدة للفرص الوظيفية، فقد يُستخدَم الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية والتشغيل وتحسين عمليات اتخاذ القرار وتقديم خدمات مبتكرة في جميع المجالات.
كيفية التعامل مع التحولات والتغيرات التي يجلبها الذكاء الاصطناعي في سوق العمل؟
يجب على الحكومات والمؤسسات وضع استراتيجيات وسياسات تعزز تبنِّي التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتوجهها نحو إنشاء فرص عمل جديدة وتطوير المهارات اللازمة، كما ينبغي أيضاً توفير برامج تعليمية وتدريبية متنوعة تهدف إلى تطوير المهارات المطلوبة للعمل مع التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، يضاف إلى ذلك ضرورة إقامة التعاون مع القطاع الخاص والأكاديميين والمجتمع المدني؛ لتبادل المعرفة والخبرات وتطوير حلول مبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي، ووضع قوانين لحماية البيانات الشخصية والتعامل مع القضايا الأخلاقية التي يطرحها الذكاء الاصطناعي.
في الختام:
يؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في إحداث التغييرات في سوق العمل، وإنشاء فرص جديدة، فيتيح الذكاء الاصطناعي تحسين الإنتاجية وتبسيط العمليات وتطوير الخدمات وتحقيق تقدُّم في مختلف الصناعات، ورغم عدد الوظائف الكبير الذي يوفره الذكاء الاصطناعي، لكنَّنا يجب أن نفهم أنَّه لا يلغي دور الإنسان، بل يعزز قدراته ويساعده على تحقيق النجاح.
لذا ينبغي على الأفراد الاستفادة من فرص التعلُّم وتطوير المهارات التي تساعدهم على الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والمشاركة في سوق العمل المتطور، إضافة إلى ذلك، يتعيَّن على الحكومات والمؤسسات تبنِّي استراتيجيات تعزز التكامل بين البشر والذكاء الاصطناعي، وتوفر فرص التدريب والتأهيل المستدام للعمال، ويجب أن تكون هناك مبادرات لضمان أنَّ التقدم التكنولوجي يعود بالفائدة للجميع ويعمل على إنشاء مجتمعات أكثر تنوعاً وعدالة.
