Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقنية

الذكاء الاصطناعي وتحسين تجربة المستخدم في تطبيقات الهاتف المحمول


تعد تطبيقات الهاتف المحمول من بين أبرز المجالات التي تستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي، فقد أضحى منصةً حيويةً تعتمد اعتماداً كبيراً على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم، فمن خلال استخدام تقنياته مثل البيانات والتعلم الآلي، يتمكن التطبيق من فهم احتياجات المستخدم وتوجيهه إلى المحتوى المناسب والتفاعل معه بذكاء وتقديم تجربة فريدة ومخصصة تلبي احتياجاته الفردية، فتحسين تجربة المستخدم في تطبيقات الهاتف المحمول تعد أمراً هاماً جداً.

مع التطور المستمر لهذه التطبيقات وزيادة المنافسة في سوق التطبيقات، يصبح إرضاء والاحتفاظ بالمستخدمين أمراً حاسماً، والذكاء الاصطناعي أداة قوية لتحقيق ذلك، وفي هذا المقال، سنستكشف بعض التطبيقات الملموسة للذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة المستخدم في تطبيقات الهاتف المحمول.

استخدامات الذكاء الاصطناعي في تطبيقات الهاتف المحمول لتحسين تجربة المستخدم:

مثَّل استخدام الذكاء الاصطناعي في التطبيقات المحمولة ثورة في مجال تحسين تجربة المستخدم وتوفير خدمات مبتكرة، وفيما يأتي بعض الاستخدامات الشائعة للذكاء الاصطناعي في تطبيقات الهاتف المحمول:

1. تقديم التوصيات الشخصية:

يعتمد تقديم التوصيات الشخصية من خلال تطبيقات الهاتف المحمول على الاستفادة من القدرات التحليلية للذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات وتطبيق تقنيات التعلم الآلي؛ من أجل فهم وتحليل سلوك المستخدم وتقديم توصيات ملائمة له، فيقوم في سبيل ذلك بالخطوات الآتية:

1. جمع البيانات المرتبطة بالمستخدم:

تشمل هذه البيانات معلومات الملف الشخصي وتاريخ التصفح والتفاعلات والاهتمامات والتفضيلات والسجلات السابقة.

2. التحليل والتصنيف:

تُستخدَم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل وتصنيف البيانات المجمعة، ويمكن للتطبيقات أن تراقب سلوك المستخدم، مثل التصفح والعمليات التي يقوم بها على التطبيق وتحليل هذه البيانات لفهم اهتماماته وتفضيلاته بناءً على هذه المعلومات، ومن ثم توليد توصيات تتناسب مع اهتمامات المستخدم وتفضيلاته الشخصية.

3. إنشاء النماذج الاحتمالية:

بناءً على البيانات المحللة، تُنشأنماذج احتمالية (توصيات) لتوقع اهتمامات المستخدم وتفضيلاته.

4. تنفيذ النماذج الاحتمالية أو التوصيات:

تُنفَّذ نماذج التوصيات لتوليد توصيات شخصية للمستخدم، ويمكن أن تشمل التوصيات المحتوى، مثل الأخبار والمقالات والفيديوهات، أو التوصيات بالمنتج، مثل المنتجات التي يمكن أن تكون مهتماً بها.

5. تحسين الأداء:

تُستخدَم ردود فعل المستخدم على التوصيات لتحسين الأداء المستقبلي للنظام؛ وذلك بالاعتماد على التعلم المستمر من تفاعلات المستخدم وتفضيلاته المختارة.

شاهد بالفديو: وظائف لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها

 

2. التعرف إلى الأوامر الصوتية والصور:

1. التعرف إلى الصوت:

يستخدم الذكاء الاصطناعي تقنيات التعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على التعرف إلى الأوامر الصوتية، فتُجهَّز البيانات الصوتية وتُحوَّل إلى تمثيل رقمي يمكن للنموذج تحليله وفهمه.

2. التفاعل الصوتي:

بمجرد التعرف إلى الأمر الصوتي، تُنفَّذ الأوامر والاستجابة وفقاً لما فهمه من الصوت، يمكن للنظام تنفيذ إجراءات محددة، مثل إرسال رسالة أو فتح تطبيق معين، وفقاً للأمر الصوتي المُستلَم.

3. التعرف إلى الصور:

يستخدم الذكاء الاصطناعي تقنيات الرؤية الحاسوبية للتعرف إلى الصور وفهم محتواها.

3. الترجمة الآلية:

تعتمد الترجمة الآلية في تطبيقات الهواتف المحمولة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي على مجموعة من التقنيات لتحقيق الترجمة الفورية والدقيقة بين اللغات المختلفة، إليك الخطوات التفصيلية لكيفية عملها: 

1. التعرف إلى الصوت/ النص:

إذا كان المستخدم يستخدم الترجمة الفورية للكلام، تُستخدَم تقنيات التعرف إلى الصوت لتحويل الكلام المنطوق إلى نص مكتوب،وإذا كان المستخدم يستخدم الترجمة لنص مكتوب، يتم الحصول على النص المدخل من المستخدم مباشرة.

2. تحليل النص:

يُحلَّل النص المدخل ويُحدَّد هيكله اللغوي وتُحدَّد الكلمات والجمل والعبارات المختلفة، فتُستخدَم مختلف تقنيات معالجة اللغة الطبيعية هنا لفهم المفردات والقواعد اللغوية والمعنى المراد من النص.

3. اختيار اللغة المستهدفة:

تُحدَّد اللغة المستهدفة للترجمة، يُحدِّد المستخدم هنا اللغة المراد ترجمة النص إليها أو تُحدَّد تلقائياً بناءً على الإعدادات المحددة في التطبيق.

4. الترجمة:

يستخدم نظام الذكاء الاصطناعي النماذج والخوارزميات المدربة على مجموعة واسعة من البيانات المترجمة لترجمة النص من اللغة المصدر إلى اللغة المستهدفة، وتُستخدَم تقنيات التعلم العميق وشبكات العصب الاصطناعي لتحسين دقة الترجمة وتوليد ترجمة تقارب ترجمة الإنسان.

5. توليد النص المترجم:

يُولَّد النص المترجم النهائي ويُقدَّم للمستخدم على الشاشة.

4. الاستجابة الذكية:

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجعل تطبيقات الهاتف المحمول أكثر استجابة وذكاءً من خلال:

1. فهم اللغة الطبيعية:

تُستخدَم تقنيات معالجة اللغة الطبيعية لتحليل النص المدخل وفهم النية والمعنى المراد من الأوامر.

2. تنفيذ المهام:

يتعلم النموذج كيفية تنفيذ المهام المختلفة بناءً على الأوامر المدخلة، ويمكن للتطبيق تنفيذ المهام مثل إجراء المكالمات، وإرسال الرسائل النصية، وإجراء البحث عبر الإنترنت، وتشغيل التطبيقات، وغيرها من الوظائف التي يدعمها التطبيق.

3. التعلم المستمر:

تُجمَع ملاحظات المستخدمين وتُستخدَم لتعزيز فهم النموذج وتحسين استجابته للأوامر المستقبلية.

5. التحسين الذاتي:

التحسين الذاتي هو صفة هامة في استخدامات الذكاء الاصطناعي في تطبيقات المحمول، وهو يعني قدرة النظام على تحسين أداء نفسه بناءً على التجارب والملاحظات.

6. توقع سلوك المستخدم:

يمكن للتطبيقات توفير توصيات مستندة إلى تاريخ استخدام المستخدم وسلوكه؛ لتحسين تجربة المستخدم وتلبية احتياجاته المستقبلية.

7. النصوص التنبؤية والتصحيح اللغوي:

يُستخدَم الذكاء الاصطناعي لتوفير خدمات التصحيح اللغوي والتنبؤ بالنصوص، مثل تصحيح الأخطاء الإملائية والقواعد النحوية في التطبيقات الكتابية وتطبيقات المراسلة.

8. التعرف إلى الوجه والتحقق الثنائي:

يُستخدَم الذكاء الاصطناعي لتطوير تطبيقات التعرف إلى الوجه والتحقق الثنائي مثل تطبيقات الهوية الرقمية وفتح الهواتف المحمولة باستخدام ماسح الوجه.

التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة المستخدم في تطبيقات الهاتف المحمول؟

1. دقة البيانات وجودتها:

تحتاج تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى بيانات كثيرة ومتنوعة لتحقيق جودة ودقة عالية؛ لذا من أكبر التحديات التي تواجهها هي الحصول على بيانات جيدة وموثوقة وتتناسب مع تطبيقات الهواتف المحمولة.

2. الأمان وضمان الخصوصية:

مع تحسين تجربة المستخدم بواسطة الذكاء الاصطناعي، تكون البيانات الشخصية والمعلومات الحساسة أكثر عرضة للاختراق والتهديدات المختلفة؛ لذا يجب ضمان حماية البيانات وتوفير آليات أمان قوية لمنع انتهاك الخصوصية وسوء استخدام البيانات.

3. التحديات القانونية والأخلاقية:

يواجه الذكاء الاصطناعي في تطبيقات الهواتف المحمولة تحديات قانونية وأخلاقية هامة منها:

  • ضرورة التعامل بحذر مع البيانات الشخصية واحترام خصوصية المستخدمين والامتثال للتشريعات والقوانين السارية فيما يتعلق بحماية البيانات.
  • ضرورة أن تتعامل تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل عادل ومتساوٍ مع جميع المستخدمين بصرف النظر عن جنسيتهم، وعرقهم، وديانتهم أو أي خصائص شخصية أخرى، وينبغي تجنب التحيزات غير المقصودة في جميع جوانب تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
  • الشفافية والتوضيح: يجب أن تكون تطبيقات الذكاء الاصطناعي شفافة في عملياتها وتوضح كيفية جمع البيانات واستخدامها، وكذلك عملية صنع القرار والتوصيات التي تقدمها.

4. تحسين التفاعل بين الإنسان والآلة:

لتحسين تجربة المستخدم يجب القيام بسلسلة من الإجراءات لتحسين التفاعل بين المستخدم والتطبيقات، لكن قد تواجه التقنيات الحالية تحديات في التعرف إلى الأصوات وفهم الأوامر بدقة وتعزيز التواصل الطبيعي مع المستخدم.

5. التكيف المستمر:

يجب أن يكون الذكاء الاصطناعي قادراً على التكيف والتعلم المستمر لتلبية تفضيلات المستخدمين وتحسين تجربتهم باستمرار، وهذا يتطلب تطوير نماذج تعلم آلي قوية والاستفادة من البيانات الجديدة وردود الفعل المستخدم لتحسين الأداء.

6. التوافق والاعتمادية:

قد يكون التوافق مع مجموعة متنوعة من الأجهزة والأنظمة التشغيلية تحدياً، فيجب أن تكون التطبيقات قادرة على توفير تجربة مستخدم متسقة ومرنة عبر مختلف الأجهزة والمنصات.

الفرص المتاحة أمام الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم في المستقبل:

مستقبل الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة مستخدمي الهواتف المحمولة، واعد بشكل كبير، ومن المتوقع أن يشهد الذكاء الاصطناعي تطورات مذهلة تؤثر إيجاباً في تجربة المستخدم وتحسنها، وتوجد عدة مؤشرات تشير إلى حدوث ذلك منها:

  • تزايد اعتماد الشركات التقنية على الذكاء الاصطناعي: الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا مثل آبل وجوجل ومايكروسوفت وأمازون وفيسبوك تعتمد اعتماداًمتزايداً على الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتها ومنتجاتها، وهذا يشير إلى الاعتراف بقوة وفاعلية الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة المستخدم.
  • تطور التقنيات الرئيسة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
  • زيادة وعي المستخدمين وطلبهم الحصول على تجارب أفضل باستمرار، فدائماً ما يبحث المستخدمون عن التطبيقات المبتكرة والمتقدمة التي تقدم تجربة أفضل لهم.
  • الاستثمارات الكبيرة في الذكاء الاصطناعي، فيشهد القطاع استثمارات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، سواء من قبل الشركات الكبرى أم الاستثمار الخارجي، وهذا يعكس الثقة في إمكانات الذكاء الاصطناعي وتوقعاته الواعدة في تحسين تجربة المستخدم في الهواتف المحمولة.
  • الابتكار المستمر، فتتواصل الأبحاث والابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي لتقديم التقنيات الجديدة التي تحقق مزيداً من الرفاهية للمستخدم.

في الختام:

يؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً حيوياً في تحسين تجربة المستخدم في تطبيقات الهاتف المحمول؛ وذلك من خلال تطبيق التقنيات المتقدمة مثل التعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية والتعرف إلى الوجه والتعرف إلى الصوت، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يفهم ويستجيب لاحتياجات وتفضيلات المستخدمين الفردية، وعلى الرغم من التحديات التي تواجهه إلا أنَّ الفرص المتاحة تعد واعدة.

ستتطور التقنيات والابتكارات بمرور الوقت، وستزداد قدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم تجارب مستخدم فريدة ومثيرة على الهواتف المحمولة، فالذكاء الاصطناعي هو تحول إيجابي، يعزز دور الهواتف المحمولة في تقديم تجارب مميزة وفريدة للمستخدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى