Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقنية

كيف تتأقلم مع التحوُّل الرقمي في عملك؟


أصبح التحوُّل الرقمي ظاهرة لا مفرَّ منها في ساحة الأعمال؛ فالتكنولوجيا تتغلغل في كل جانب من جوانب الحياة المهنية، وتؤثِّر في طرائق عملنا وتفاعلاتنا مع العملاء وزملاء العمل، ومع كل الفوائد التي يحققها التحوُّل الرقمي في العمل وفي المجتمع عموماً، فإنَّه لا يخلو من وجود تعقيدات وتحديات، فقد يشعر الفرد وكذلك المنظمات بالارتباك تجاه ذلك التحوُّل؛ لذا من الضروري أن يتعلم كل فرد منا كيفية التأقلم مع التحوُّل الرقمي في عمله وتحديد الاستراتيجيات المناسبة للاستفادة المُثلى من الفرص التي يوفرها التحوُّل الرقمي؛ فالتأقلم مع التحوُّل الرقمي في العمل أمر ضروري للنجاح والاستمرارية، فتأقلم الإنسان مع التحوُّل الرقمي يؤدي دوراً حاسماً في تعزيز كفاءة الأعمال وزيادة الإنتاجية، والتغلب على التحديات التي يطرحها. 

أولاً: التحوُّل الرقمي وأهميته في العمل

يشير التحوُّل الرقمي إلى الجهود التي تُبذل لاستخدام التكنولوجيا الرقمية وتطويرها لتحقيق التغيير والتحسين في أعمالنا وحياتنا اليومية؛ إذ يهدف التحوُّل الرقمي إلى تعزيز الكفاءة، وتحسين جودة المنتجات والخدمات، وزيادة التفاعل مع العملاء، وتحسين تجربتهم الخاصة، وتحسين جودة اتخاذ القرارات، وكذلك تعزيز الابتكار والتنافسية. 

التحوُّل الرقمي هو الاستثمار في الفكر وتغير السلوك لإحداث تحوُّل جذري في طريقة العمل؛ وذلك من خلال الاستفادة من التطوُّر التقني في خدمة المستفيدين استفادة أكبر وأسرع؛ فالتحوُّل الرقمي أصبح ضرورياً للبقاء والازدهار في سوق يتغير بسرعة، فإذا قاومت المؤسسات والشركات هذا التحوُّل سوف تجد نفسها في مشكلات تتراوح بين فقدان العملاء وتدهور الإنتاجية وتأخر المنافسة، وعلى النقيض من ذلك يمكن أن يكون التحوُّل الرقمي فرصة ذهبية لتعزيز النمو وتحقيق التفوق والتميز.

ثانياً: تأثير التحوُّل الرقمي في العمل التقليدي

أثَّر التحوُّل الرقمي في العمل التقليدي وغيَّر من طرائق العمل والتنظيم والتفاعل في البيئة العملية؛ إذ إنَّه: 

  • حوَّل عمليات تقليدية عديدة إلى أنظمة رقمية أكثر فاعلية، مثل استبدال الإجراءات اليدوية بعمليات أتمتة، وهذا من شأنه تقليل الأخطاء وتوفير الوقت والموارد. 
  • حسَّن التواصل والتعاون؛ وذلك بفضل ما أنتجته التكنولوجيا من تقنيات وأساليب مثل البريد الإلكتروني وتطبيقات دردشة وغيرها. 
  • استخدم قنوات تسويق إلكترونية مثل المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ وفرت فرصاً أوسع للتواصل مع الجمهور. 
  • طوَّر ثقافة العمل الرقمية في المنظمة والتركيز على التعلم المستمر وتطوير المهارات الرقمية للموظفين. 
  • وفَّر الوصول السريع والسهل إلى المعلومات والبيانات الهامة؛ من خلال قواعد البيانات الرقمية وأنظمة إدارة المعلومات.

ثالثاً: التحديات الشائعة للتحوُّل الرقمي في العمل 

تواجه المنظمات والأفراد ضمنها تحديات عديدة بسبب التحوُّل الرقمي؛ فتحقيق التحوُّل الرقمي في العمل ليس أمراً سهلاً، ومن بين التحديات التي تواجهها في التحوُّل الرقمي في العمل:

  • مقاومة التغيير: يمكن أن تنشأ المخاوف لدى العاملين بشأن فقدان فرص العمل أو تغيير الأدوار والمسؤوليات، كما يمكن أن توجد صعوبة في قبول التكنولوجيا الجديدة وتغيير العمليات التقليدية. 
  • نقص المهارات الرقمية: قد لا تتوفر لدى العاملين المعرفة الكافية بالتكنولوجيا الحديثة أو القدرة على التعامل مع الأدوات والتطبيقات الرقمية الجديدة. 
  • أمان المعلومات والخصوصية: قد تواجه المنظمات تحديات حقيقية في تطبيق الإجراءات الأمنية اللازمة لحماية المعلومات الحساسة والوقاية من التهديدات السيبرانية. 
  • صعوبة في تكامل أنظمة التكنولوجيا الحديثة مع الأنظمة القائمة: إذ يتطلب ذلك ضرورة تحديث الاستثمار في البنية التحتية وتحديثها.
  • تكاليف التحوُّل: يمكن أن يكون التحوُّل الرقمي مصحوباً بتكاليف عالية للمنظمات، سواء بسبب استثمار التكنولوجيا الجديدة أم تدريب العاملين أم أسباب أخرى. 

رابعاً: كيف تتأقلم مع التحوُّل الرقمي في عملك؟ 

لكي تتأقلم مع التحوُّل الرقمي في عملك يمكنك فعل ما يلي:

1. تعلَّم المهارات الرقمية الأساسية للنجاح في التحوُّل الرقمي:

توجد مجموعة من المهارات الرقمية الأساسية التي يجب أن تتعلمها وتطوِّرها باستمرار لتستطيع التأقلم مع التحوُّل الرقمي في عملك؛ إذ تمكنك هذه المهارات من الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية واستثمارها استثماراً فاعلاً في بيئة العمل وهي: 

  • مهارات استخدام الحاسوب والإنترنت: يجب أن يكون الفرد مُلِمَّاً بالعمل على الحاسوب واستخدام الإنترنت. 
  • القراءة والكتابة الرقمية: تعني القدرة على قراءة المعلومات وفهمها وكتابة النصوص الرقمية وفهم المحتوى الرقمي.
  • التواصل الإلكتروني: تشمل هذه المهارة القدرة على التواصل الفاعل مع الآخرين في بيئة العمل وخارجها عبر استخدام تقنيات التكنولوجيا مثل الرسائل النصية والبريد الإلكتروني والمكالمات الصوتية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
  • مهارات البحث والتقييم عبر الإنترنت: يتطلب التأقلم مع التحوُّل الرقمي القدرة على البحث عبر الإنترنت والعثور على المعلومات المناسبة والتقييم النقدي لها، ويجب أن تصبح قادراً على استخدام محركات البحث وتحديد المصادر الموثوقة وتحليل وتقييم البيانات التي توفرها. 
  • مهارة التفكير التحليلي والابتكاري: يتعين على الفرد امتلاك القدرة على التفكير النقدي وحل المشكلات وتحليل البيانات والمعلومات لاتخاذ القرارات المناسبة. 
  • مهارات الأمان الرقمي: يجب أن تكون قادراً على حماية معلوماتك الشخصية ومعلومات العمل من التهديدات الأمنية الرقمية.

2. حدِّد الاحتياجات والأدوات الرقمية المناسبة لعملك :

  • حلِّل عملك ومتطلباته بدقة: حدِّد العمليات والمهام التي تقوم بها وأي العمليات يمكن تحسينها باستخدام التكنولوجيا الرقمية. 
  • اطلب مساعدة الزملاء والخبراء: تحدث مع الزملاء والخبراء للاستفادة من تجاربهم.
  • البحث عن الحلول المناسبة: ابحث عن الأدوات الرقمية والتطبيقات المتاحة التي تتوافق مع حاجاتك.
  • المقارنة: قارن بين الأدوات التكنولوجية المختلفة وتقييمها وفقاً لمعاييرك الشخصية، وانظر إلى مدى توافقها مع احتياجاتك الخاصة. 
  • الاختبار والتجربة: قبل أن تتخذ قرار استخدام أداة معينة جرِّبها وتأكد من تلبيتها لحاجاتك تلبية فاعلة. 
  • التقييم والتحسين: بعد اختيار الأداة الرقمية المناسبة لعملك قيِّم أداءها وفاعليتها واستفد من تجارب العمل وعدِّل أدواتك باستمرار.

3. حاول إدارة وقتك بكفاءة:

إليك بعض الاستراتيجيات لفعل ذلك: 

  • تحديد الأولويات: حدِّد المهام والنشاطات الأكثر أهمية، واستخدم تقويم رقمي في ذلك.
  • التخطيط الجيد: خطِّط ليومك ولأسبوعك ولشهرك أيضاً مُسبقاً.
  • استخدم أدوات إدارة الوقت: استخدم تطبيقات إدارة الوقت الرقمية وأدواته مثل تطبيقات المذكرات ومديري المهام وتطبيقات التنبيهات في تنظيم وقتك. 
  • استخدم التكنولوجيا لتوفير الوقت وتسهيل إنجاز المهام: استخدم التطبيقات لتبادل الملفات بسهولة والبريد الإلكتروني للمراسلة الفورية.

شاهد بالفيديو: كيف تتقن فن إدارة الوقت؟

 

 

4. ستخدم التكنولوجيا لتعزيز التواصل والتعاون في العمل:

يتطلب التحوُّل الرقمي في العمل القدرة على التواصل الفاعل عبر وسائل الاتصال الرقمية، مثل البريد الإلكتروني وتطبيقات الدردشة ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها؛ لذا من الجيد التدرب على استخدامها والاعتماد عليها في التواصل مع الزملاء، وشارك الآخرين المعرفة والخبرات واستفد من تجاربهم في التأقلم مع التحوُّل الرقمي، كما تستطيع التواصل مع الأشخاص ذوي الخبرة في هذا المجال لطلب المشورة منهم.

5. تخلَّص من التوتر التقني:

توجد بعض الاستراتيجيات التي تساعدك على ذلك منها:

  • التعلم والتدريب: تعلَّم المهارات الرقمية التقنية المطلوبة في عصر التحوُّل الرقمي؛ إذ تستطيع تعلُّمها من خلال الالتحاق بإحدى الدورات التدريبية.
  • استفد من موارد التكنولوجيا المتاحة: تستطيع استخدام الموارد المتاحة عبر الإنترنت لتعلُّم التقنيات الجديدة وفهمها؛ إذ تستطيع مشاهدة الفيديوهات والدروس المجانية عبر الإنترنت. 
  • الاستشارة والتعاون: لا تتردد في طلب المساعدة والاستشارة من الأصدقاء والزملاء المحترفين في التكنولوجيا عندما تحتاج إلى ذلك.
  • نظِّم وقتك لاكتساب المهارات التقنية: خصِّص وقتاً يومياً لتعلُّم المهارات التقنية التي تحتاج إليها في عملك.

6. تحلَّ بالمرونة والقدرة على التغيير :

كن مستعداً لتغيير العمليات والأساليب والمهارات لتلائم متطلبات التحوُّل الرقمي الجديدة.

7. كن مبدعاً ومُبتكراً في استخدام التكنولوجيا:

يجب أن تكون مُبدعاً في استخدام الأدوات الرقمية الجديدة وتستخدمها لتحسين كفاءة العمل وتحقيق أهداف المؤسسة؛ لذا كن على اطلاع دائم بالمستجدات التكنولوجية الحديثة وتعلَّم كيف يمكن لك أن توظفها في عملك. 

في الختام:

لقد واجه العالم تحوُّلاً رقمياً هائلاً في جميع جوانب الحياة، بدءاً من التكنولوجيا والاتصالات إلى الأعمال والمجتمعات، ويُعدُّ التأقلم مع التحوُّل الرقمي في مجال العمل في هذا السياق أمراً حاسماً للأفراد والمؤسسات على حد سواء، وإنَّ فهم كيفية التأقلم والاستفادة من المزايا التي يوفرها التحوُّل الرقمي أصبح أمراً ضرورياً لضمان النجاح والاستدامة في عالم يتغير بسرعة. 

إنَّ الأفراد الذين يظنون أنَّ التحوُّل الرقمي هو مجرد صيحة في العمل وسوف تنتهي قريباً مُخطئون، ففي الحقيقة الإنسان لن يعود إلى عصر ما قبل التحوُّل الرقمي؛ بل النقيض من ذلك؛ فالتكنولوجيا الرقمية تتغير تغيراً سريعاً ومستمراً ومن الأفضل أن تكون جزءاً من هذا التغيير بدلاً من مقاومته، ومن الضروري أن يتعلم الأشخاص كيفية استخدام التكنولوجيا والتأقلم مع التغيرات السريعة التي تطرأ علينا من أجل تحقيق النجاح المطلوب في العمل. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى