Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقنية

تطورات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية وتحسين الرعاية الشخصية


يمثل استخدام التكنولوجيا الذكية في هذا القطاع للحاجة المتزايدة للرعاية الصحية وتقديمها بطريقة فاعلة للمرضى، فرصةً كبيرةً لتحسين الخدمات المقدمة، وإضافة إلى ذلك، فإنَّ مقدمي الرعاية الصحية يواجهون مهاماً إدارية كثيرة تستهلك كثيراً من الوقت والموارد وتشكِّل تحدياً أمام تحسين خدمات الرعاية، فعلى سبيل المثال، تشير التقارير إلى أنَّ 34% من تكاليف الرعاية الصحية ترتبط بالمهام الإدارية.

لحسن الحظ، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة الرعاية الصحية عن طريق تحليل التكاليف وتسهيل المهام الإدارية مثل الفواتير والتأمين، وهذا يسمح لمقدمي الرعاية الصحية بالتركيز أكثر على تحسين خدمات الرعاية والرعاية الفاعلة للمرضى.

يمكن أيضاً استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير أنظمة الفحص الآلي التي تذكر العاملين في مجال الرعاية الصحية بالنشاطات الضرورية، مثل غسل الأيدي وصيانة معدات الرعاية الصحية؛ ومن ثَمَّ يمكن تحسين جودة الرعاية الصحية وحتى تحسين الرعاية الشخصية وتوفير الموارد توفيراً كبيراً.

سنتحدث في هذا المقال عن تطورات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية وتحسين الرعاية الشخصية.

ما هي الأسباب التي أعاقت تطورات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية وتحسين الرعاية الشخصية؟

توجد فوائد كثيرة لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال القطاع الصحي، لكن توجد أيضاً أسباب عديدة أدت إلى تأخر تطورات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية، ومن هذه الأسباب نذكر:

1. البيانات غير المتسقة وغير الكافية:

تُعدُّ عائقاً كبيراً أمام تطبيق التكنولوجيا الذكية في الرعاية الصحية، إضافةً إلى وجود قيود قانونية وأخلاقية على استخدام البيانات الصحية الحساسة، وهذا يجعل من الصعب جمع بيانات كافية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، ويتعين على المؤسسات الصحية توفير حماية كافية للبيانات الصحية الحساسة وضمان الامتثال للقوانين واللوائح المتعلقة بالخصوصية والأمان.

يواجه مقدمو الرعاية الصحية تحديات في تبني التكنولوجيا الجديدة والتكيف معها، وهو ما يعرقل تطبيق التكنولوجيا الذكية في الرعاية الصحية.

2. غالباً ما يحتاج مقدمو الرعاية الصحية إلى التدريب والتعلم الدائم للتكنولوجيا الجديدة:

وهذا يتطلب وقتاً وموارد إضافية، بالمجمل فإنَّ البيانات غير المتسقة وغير الكافية، والقيود القانونية والأخلاقية، وتحديات التبني والتكيف، هي بعض العوامل التي تساهم في تباطؤ استخدام تطورات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية وتحسين الرعاية الشخصية.

3. السجلات الصحية الإلكترونية لم تحقق توثيق البيانات والمعلومات كما يجب:

وهذا يؤثِّر تأثيراً كبيراً في جودة الرعاية التي يتلقاها المرضى، وإنَّ استخدام تقنية التعرف إلى الكلام في غرفة الفحص لم يحل المشكلة؛ بل بخلاف ذلك زاد من تركيز الأطباء على الشاشة، ويتطلب ذلك منهم الحذر من الأخطاء التي يمكن أن يتسبَّب فيها نظام التعرف إلى الكلام.

من الهام التركيز في المستقبل على تحرير الأطباء من سيطرة الشاشة وتطوير أنظمة التعرف إلى الكلام للوصول إلى الكاتب الافتراضي المستند إلى الذكاء الاصطناعي، الذي يمكنه الاستماع إلى محادثات الطبيب مع المريض وإنشاء الملاحظات، بدلاً من الاعتماد على الأطباء في إدخال البيانات يدوياً.

إنَّ استخدام الكاتب الافتراضي القائم على الذكاء الاصطناعي سيخفف على الأطباء الضغط الناجم عن إدخال البيانات يدوياً، ويتيح لهم التركيز أكثر على المرضى، بدلاً من الشاشات، ومع ذلك فإنَّ هذا يتطلب تدريباً وتكاليف إضافية لتطوير الكاتب الافتراضي القائم على الذكاء الاصطناعي.

4. تعامل النظام الذكي القائم على الذكاء الاصطناعي مع تعقيدات الكلام البشري في المحادثات بين الطبيب والمريض:

يمثل تحدياً كبيراً؛ إذ يمكن أن تستغرق الزيارة الطبية فترات زمنية مختلفة، وتتضمن طرفين على الأقل. لذلك من الصعب جداً الحديث عن كاتب ذكاء اصطناعي مستقل تماماً في الوقت الحالي، ومع ذلك فإنَّ أنظمة الذكاء الاصطناعي المعزَّزة بجهود البشر تملأ الفجوات في كفاءة هذه التقنية حالياً.

من الهام أن تتمكن هذه الأنظمة في المستقبل من التقاط المجموعة الشاملة من البيانات بشأن رحلة المريض من بدايتها إلى نهايتها، وتنظيمها وتوحيد تنسيقها في السجلات الطبية، وهذا سيمثل تحولاً حقيقياً في هذه التقنية.

قد تستمر التطورات في هذا المجال، وقد تُتجاوز هذه العوائق في المستقبل لتحقيق تحسينات كبيرة في رعاية المرضى.

استخدامات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية:

توجد استخدامات عديدة للذكاء الاصطناعي في مجال القطاع الصحي، ومن بين هذه الاستخدامات:

1. التشخيص الطبي:

يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الأطباء على تحليل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير بالموجات فوق الصوتية والتشخيص الطبي عامة.

تُدرَّب النماذج الذكية على تحليل الصور الطبية وتقديم توصيات للأطباء بشأن التشخيص والعلاج.

2. الكتابة الإلكترونية للسجلات الطبية:

يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة على تحويل المعلومات التي يتحدث بها الأطباء والممرضين إلى نص مكتوب بطريقة تلقائية، وهذا يساعد على تحسين دقة التوثيق وتوفير الوقت وتقليل الأخطاء.

3. الرعاية الصحية الشخصية:

يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الأفراد على العناية بصحتهم الشخصية، من خلال تحليل البيانات الصحية الشخصية، وتقديم توصيات للحفاظ على نمط حياة صحية.

4. التخطيط للعلاج:

يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الأطباء على تحديد العلاجات الأكثر فاعلية للمرضى، وتوفير توصيات للأدوية والعلاجات المناسبة والجرعات الصحيحة.

5. تحسين إدارة المستشفيات:

يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة إدارة المستشفيات على تحليل البيانات والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية، وتحسين تخطيط الموارد وتحسين إدارة المخزون وتحسين تجربة المرضى.

6. البحث الطبي:

يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الباحثين الطبيين على تحليل البيانات، وتحديد العلاقات بين العوامل المختلفة المرتبطة بالأمراض، وتحسين فهم الأمراض وتحسين العلاجات المتاحة.

هذه بعض الاستخدامات الرئيسة للذكاء الاصطناعي في مجال القطاع الصحي، ويمكن أن تُستخدم هذه التقنية في مجالات أخرى لتحسين جودة الرعاية الصحية وتحسين تجربة المرضى.

كيف استُخدمت تطورات الذكاء الاصطناعي في مجال تحسين الرعاية الشخصية؟

يمكن استخدام تطورات الذكاء الاصطناعي في مجال تحسين الرعاية الشخصية من خلال جوانب عديدة، وسنذكر منها:

  • مساعدة المرضى على تحسين الالتزام بالعلاج، فيواجه معظم المرضى صعوبة في الالتزام بالعلاج الموصوف لهم، سواء بسبب نسيان الجرعات أم صعوبة الالتزام بالتعليمات الخاصة بالعلاج.
  • تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل تعلم الآلة (Machine Learning) وتحليل البيانات (Data Analytics) مساعدة المرضى على التحكم بالعلاجات وتحقيق الالتزام بالعلاج، على سبيل المثال يمكن لتطبيقات الهواتف الذكية المستندة إلى الذكاء الاصطناعي أن تقدم تذكيرات للمرضى بالجرعات الموصوفة لهم وتحديد مواعيد تناول العلاج.
  • يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الخاصة بالمرضى وتحديد العوامل التي قد تؤثِّر في الالتزام بالعلاج، وهذا يمكِّن الأطباء من تعديل العلاجات والتعليمات الخاصة بالمرضى وتحسين فاعلية العلاج.

إضافة إلى تحسين الالتزام بالعلاج، ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً مساعدة المرضى على تحسين نمط حياتهم الصحية، وهذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل من خلال الفقرة الآتية:

استخدام تطورات الذكاء الاصطناعي في تحسين نمط الحياة الصحية:

تُعدُّ التغييرات في نمط الحياة الصحية من العوامل الرئيسة للوقاية من الأمراض المزمنة وتحسين الصحة العامة، لكنَّ إجراء هذه التغييرات قد يكون صعباً ومتعباً للمرضى.

يمكن لتطبيقات الهواتف الذكية المستندة إلى الذكاء الاصطناعي مثل تطبيقات اللياقة البدنية والتطبيقات الغذائية وغيرها من التطبيقات ذات الصلة أن تقدم نصائح بشأن التمرينات الرياضية المناسبة والنظام الغذائي المناسب لحالة المريض.

إضافة إلى ذلك، يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الخاصة بالمرضى وتحديد العوامل التي قد تؤثر في صحتهم العامة، وهذا يمكِّن الأطباء من تقديم نصائح مخصصة للمرضى بشأن كيفية تحسين نمط حياتهم الصحية، وأيضاً يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المرضى على تحسين السلوكات الصحية، مثل المساعدة على الإقلاع عن التدخين وتقليل تعاطي الكحول وتحسين النوم وتقديم التوصيات الصحية الأخرى التي تحسن صحة المرضى.

ما مدى تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال القطاع الصحي والرعاية الشخصية على مستوى العالم؟

تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال القطاع الصحي

تتطلب تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال القطاع الصحي والرعاية الشخصية، تقنيات متطورة وتحليلات بيانات دقيقة وتعاون مستمر بين الشركات التكنولوجية والمؤسسات الصحية والحكومات.

لذلك فإنَّ مدى تطبيق الذكاء الاصطناعي في هذا المجال يختلف من مكان إلى آخر، ومع ذلك فإنَّ بعض الدول تقود جهود تطبيق التقنيات الذكية في مجال القطاع الصحي والرعاية الشخصية.

على سبيل المثال تستخدم في الولايات المتحدة مستشفيات عديدة وتقنيات ذكاء اصطناعي لتحديد العلاجات الأكثر فاعلية وتحسين تجربة المرضى وتحسين إدارة المستشفيات.

طُوِّرت في الصين تطبيقات تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور الطبية، وتشخيص الأمراض تشخيصاً دقيقاً وتوفير الرعاية الصحية الشخصية للمرضى.

تستخدم بعض الدول الأخرى مثل المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال القطاع الصحي والرعاية الشخصية.

يُشير هذا إلى أنَّ تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال القطاع الصحي والرعاية الشخصية، تتوسع وتتطور باستمرار في العالم ومن المتوقع أن يزداد استخدامها في المستقبل لتحسين جودة الرعاية الصحية والتنبؤ بالأمراض وتحسين تجربة المرضى.

في الختام:

لقد تناولنا في هذا المقال تطورات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية وتحسين الرعاية الشخصية، ويبدو واضحاً أنَّ العالم اليوم يسير باتجاه استثمار تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين واقع القطاع الصحي وتطويره.

فمن المعروف أنَّ الأعمال الإدارية استحوذت على كثير من وقت الكادر الطبي، أما اليوم وبفضل تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، فقد خُفِّفت أعباء كثيرة عنهم، بالطبع ما زالت عوائق كثيرة، لكن من المتوقع التغلب عليها في المستقبل القريب أو على الأقل التخفيف منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى