Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقنية

الذكاء الاصطناعي في السعودية


بهذه الكلمات افتتح صاحب السمو الملكي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود قمة الذكاء الاصطناعي في السعودية التي حملت عنوان ( الذكاء الاصطناعي لخير البشرية )، فتشهد المملكة العربية السعودية اهتماماً بالغاً بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته؛ إذ إنَّها تدرك أنَّه أحد الأسس الرئيسة للتحول الرقمي والتطور التكنولوجي، كما تُعَد من أوائل الدول العربية التي اعتمدت استراتيجية متكاملة للذكاء الاصطناعي؛ تماشياً مع رؤيتها الوطنية 2030 التي تهدف إلى تنويع اقتصادها وتحقيق التحول الاقتصادي والاجتماعي، ويُعزَّز الذكاء الاصطناعي في المملكة من خلال تنفيذ استراتيجية البيانات والذكاء الاصطناعي التي أُطلِقَت عام 2019، فتهدف هذه الاستراتيجية إلى تطوير قدرات المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي وتحقيق الاستفادة القصوى من تقنيات البيانات وتحليلها.

الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي في السعودية:

لقد أطلقت المملكة العربية السعودية “الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي” رسمياً عام 2019، ودُشِّنَت في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في 21 أكتوبر 2020 التي نظمتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، وتُعَد مبادرة استراتيجية هامة تهدف إلى تعزيز الاستخدام الفعال للبيانات وتطوير الذكاء الاصطناعي في المملكة، وتأتي هذه الاستراتيجية في إطار رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تحقيق تنوع اقتصادي وتحويل السعودية إلى مركز عالمي للابتكار والاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات. 

هذه الاستراتيجية هي استراتيجية طويلة الأمد ضمن رحلة التحول التي تمر بها السعودية، وقد حملت الرؤية الآتية: “حيث نجعل أفضل ما في البيانات والذكاء الاصطناعي واقعاً”، وقد ركزت على المحاور الآتية: 

  • تحسين البيئة التشريعية والتنظيمية: تهدف الاستراتيجية إلى وضع إطار تشريعي وتنظيمي يدعم استخدام البيانات بصورة آمنة ومستدامة ويعزز التنافسية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتشمل جهودها تطوير القوانين واللوائح الخاصة بحماية البيانات وتنظيم استخدام التقنيات الذكية.
  • تنمية القدرات البشرية والتدريب: تركز الاستراتيجية على تطوير المهارات والكفاءات اللازمة للاستفادة من التكنولوجيا والبيانات، وتشمل جهودها تدريب الكوادر الوطنية وتنمية موارد بشرية مهنية قادرة على العمل في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
  • تعزيز البنية التحتية التقنية والبحثية: تسعى الاستراتيجية إلى توفير بنية تحتية تقنية متطورة وقوية تتضمن مراكز البيانات الحديثة والشبكات الذكية والتكنولوجيا السحابية؛ بهدف تعزيز قدرة المملكة على استيعاب الكميات الهائلة من البيانات وتحليلها بكفاءة.
  • استقطاب استثمارات خاصة ودولية إلى السوق السعودي.

الشراكات الدولية والاتفاقيات في مجال الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية:

عقدت المملكة العربية السعودية عدداً من الاتفاقيات والشراكات في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، منها: 

  • اتفاقية مع شركة IBM: عُقِدَت الاتفاقية عام 2019؛ لتعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير قدرات التعلم الآلي وتحليل البيانات، وتهدف هذه الشراكة إلى دعم تحويل السعودية إلى مركز إقليمي للذكاء الاصطناعي وتطوير المشاريع الذكية في القطاعات المختلفة. 
  • اتفاقية مع شركة مايكروسوفت: أعلنت السعودية عن اتفاقية مع شركة مايكروسوفت عام 2020، هدفها تعزيز مهارات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في المملكة، كما تشمل الشراكة تدريب الكوادر الوطنية وتنمية مشاريع الذكاء الاصطناعي وتعزيز التعاون في مجال البحث والابتكار. 
  • اتفاقية مع شركة تويتر: وقعت السعودية اتفاقية مع شركة توتير عام 2021 لتعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الاجتماعية، هدفها الأساسي هو فهم الاتجاهات والتفاعلات في منصة تويتر. 
  • اتفاقية مع شركة SAP: تهدف الاتفاقية إلى تطوير قدرات المملكة في استخدام البيانات وتحليلها لتحقيق التحول الرقمي وتعزيز الابتكار. 
  • اتفاقية مع شركة DELL: هدفها بناء القدرات ودفع عجلة الابتكار وتحليل البيانات السحابية وتطوير المشاريع والأبحاث وتوظيف الخبرات العالمية في المملكة العربية السعودية. 
  • اتفاقية مع الاتحاد الدولي للاتصالات: هدفت إلى تطوير منهجية لقياس مدى جاهزية الدول في مجال الذكاء الاصطناعي، ودعم الشركات الناشئة وحاضنات الأعمال، وإيجاد تكامل في الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. 
  • اتفاقية مع الأمم المتحدة: هدفها إنشاء هيئة استشارية بشأن التعاون العالمي. 
  • اتفاقية مع البنك الدولي: هدفها تمويل برامج الاقتصاد الرقمي وتسخير الذكاء الاصطناعي لتنمية الدول النامية. 

أهداف المملكة العربية السعودية من تنفيذ استراتيجية البيانات والذكاء الاصطناعي ضمن رؤية 2030:

  • تدريب 40% من القوى العاملة على مهارات البيانات والذكاء الاصطناعي.
  • توفير 15 ألف متخصصاً في مجال الذكاء الاصطناعي.
  • توفير 5 آلاف خبيراً في الذكاء الاصطناعي.
  • الدخول ضمن قائمة أفضل 10 دول في مؤشر البيانات المفتوحة.
  • استقطاب استثمار أجنبي في الذكاء الاصطناعي إلى السوق السعودي بقيمة تصل إلى 30 مليار ريالاً سعودياً.
  • استقطاب استثمار محلي في الذكاء الاصطناعي يصل إلى 45 مليار ريالاً سعودياً.
  • الدخول إلى قائمة أفضل 20 دول في منشورات الذكاء الاصطناعي المحكمة. 

ما هي دوافع المملكة العربية السعودية لتفعيل الذكاء الاصطناعي في قطاعاتها الاقتصادية والخدمية؟

  • التحول الرقمي: السعودية من بين الدول التي تسعى بقوة إلى التحول الرقمي واعتماد التكنولوجيا في جميع جوانب الحياة الاقتصادية والخدمية؛ إذ يُعَد الذكاء الاصطناعي أحد العناصر الأساسية في هذا التحول.
  • التنافسية الاقتصادية: تدرك المملكة أهمية الابتكار واستخدام التكنولوجيا الحديثة في تعزيز التنافسية الاقتصادية؛ فمن من خلال تفعيل الذكاء الاصطناعي يمكن للمملكة تحقيق ميزة تنافسية في مجالات مختلفة مثل الصناعة والخدمات والتجارة والاستثمار.
  • تحسين جودة الخدمات: يُعَد الذكاء الاصطناعي أداة قوية لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين في المملكة. 
  • رفد قطاع الصناعة بمخرجات الثورة الصناعية الرابعة “التكنولوجية”؛ لأنَّ الصناعة مصدر أساسي في تنويع مصادر الدخل.
  • الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة لا بد منها ضمن قطاعات حيوية تسهم في تعزيز رفاهية المواطنين السعوديين والمقيمين فيها؛ مثل قطاع الصحة، وقطاع التعليم، وقطاع النقل.
  • يُستخدَم الذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية والأمنية، كما يمكن له تقديم الاستشارات القانونية. 
  • الذكاء الاصطناعي لديه الفرصة الكبيرة لإحداث تغيرات جذرية في سوق العمل وإنشاء فرص جديدة. 

الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في السعودية:

تشهد المملكة العربية السعودية نمواً ملحوظاً في عدد الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذه الشركات تعمل على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في مختلف الصناعات والقطاعات، أهمها: 

  • دراماتيك Dramatic: تعمل على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والتعلم الآلي للشركات والمؤسسات.
  • أويسيس Oasis: تقدم حلول الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مجالات متنوعة مثل الرعاية الصحية والتعليم والتجارة الإلكترونية.
  • إنتليسنس Intelligent Sensors: تعمل على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي والتحليلات الضخمة لمساعدة الشركات على استخلاص المعلومات القيمة من البيانات.
  • ذكاء: قدمت حلول الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مجالات مثل الروبوتات والتعلم الآلي والتحليلات البيانية.
  • ذكاء الأعمال الذكي Smart Business Intelligence: تقدم حلول الذكاء الاصطناعي للشركات في تحليل البيانات واتخاذ القرارات الذكية. 

هل يمكن دراسة تخصص الذكاء الاصطناعي في السعودية؟ وأي الجامعات تقدم هذا التخصص؟ 

نعم، يمكن دراسة تخصص الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية؛ إذ ثمة عدة جامعات تقدم هذا التخصص وتوفر برامج دراسية متعددة ومميزة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومن بينها: 

  • جامعة الملك سعود: أبرز الجامعات التي تقدم برنامج البكالوريوس في الذكاء الاصطناعي ضمن كلية علوم الحاسب الآلي والمعلومات.
  • جامعة الملك فهد للبترول والمعادن: تقدم برنامج البكالوريوس في هندسة الذكاء الاصطناعي ضمن كلية الهندسة والعلوم الأرضية والبيئة.
  • جامعة الملك عبد العزيز: تقدم برنامج البكالوريوس في الذكاء الاصطناعي ضمن كلية الحاسب الآلي والمعلوماتية.
  • جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية: تقدم برنامج البكالوريوس والماجستير في مجال الذكاء الاصطناعي ضمن كلية العلوم الكمبيوترية والتحليلية.

في الختام:

الذكاء الاصطناعي يؤدي دوراً أساسياً في التحول الرقمي وتحقيق التطور الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، فتستهدف السعودية تنفيذ استراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي؛ بهدف تعزيز التحول الرقمي، وتحسين جودة الخدمات، وزيادة التنافسية الاقتصادية؛ إذ يتطلع السعوديون إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق التقدم والابتكار في العديد من المجالات مثل الصناعة، والصحة، والتعليم، والنقل، والخدمات الحكومية.

كما تسعى السعودية إلى تطوير المهارات والكفاءات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوفير البيئة المناسبة للابتكار والاستثمار في هذا المجال من خلال سعيها المستمر إلى عقد الشراكات العالمية الناجحة في هذا المجال، إضافة إلى تشجيع الشركات الناشئة في هذا المجال في السعودية، وبفضل التزام المملكة تنفيذ استراتيجية البيانات والذكاء الاصطناعي فهي تعزز مكانتها بوصفها دولة رائدة في الابتكار التقني، وتفتح آفاقاً جديدة لتطورها الاقتصادي والتقني.

الاستثمار في الذكاء الاصطناعي مفتاح لتحقيق التقدم والازدهار في المملكة وتحقيق رؤية 2030 التي تهدف إلى تحويل الاقتصاد السعودي وتنويع مصادر الدخل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى