Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقنية

5 أسئلة لتصبح أكثر سعادة وصحة على وسائل التواصل الاجتماعي


وفقاً لعالمِ النفس “أبراھام ماسلو” (Abraham Maslow) فإ َّ ن الحب والانتماء وتحقیق الذات ھي أساسیات تتبع الطعام والمأوى مباشرةً في التسلسل الھرمي لأھم احتیاجات الإنسان، ومع ذلك لا یمكن تحقیق أي من ھذه الأشیاء إن لم تكن صادقاً مع نفسك وبقیت على طبیعتك الحقیقیة؛ لأن الصدق أمر أساسي للغایة، فإن أي تحد خطیر لھ قد یجعلك تشعر بالضعف ویؤدي إلى التعاسة؛ فإن كانت ثمة عادة واحدة تمیز الأشخاص الناجحین والسعداء فھي التحلي بالصدق.

حتى في وسائل التواصل الاجتماعي التي تتسم بالسطحیة الشدیدة فإن أولئك الذین یتفاعلون بعمق ووفقاً لدوافعھم ووجھات نظرھم الحقیقیة دون إیلاء كثیر من الاھتمام لآراء الآخرین؛ یكونون أكثر رضىً وتفاعلاً مع الناس من أولئك الذین یسألون ببساطة: “ھل تعجبكم صورتي؟”؛ لكنك قد تفقد الصدق بسرعة إذا لتراجع نفسك من حین إلى آخر.

الحفاظ على الصدق في عالم مزیف:

الحقیقة القاسیة ھي أن ضغوطات وسائل التواصل الاجتماعي اختلقت عالماً سطحیاً ومصطنعاً، فأصبح لدینا كثیر من الأصدقاء لدرجة أننا لا نستطیع عدھم،ناھیك عن تكوین علاقات ھادفة معھم، وھذا یجعلنا نشعر كأننا لا نعرفھم جیداً بما یكفي لمشاركة تجاربنا والبقاء على طبیعتنا معھم.

ما زاد الطین بلة أن وسائل التواصل الاجتماعي تعرض حیاة الناس بطریقة مختارة بعنایة فائقة، فیمكن اختیار الكلمات والصور بعنایة لإعطاء انطباعات معینة، وقد وجدت دراسة أجُریَت في جامعة میشیغان (University ofMichigan) أن الناس یشعرون بالوحدة والقلق أكثر عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بسبب شعورھم بالنقص.

مع قدرتنا على التحكم بالأمور أكثر بكثیر مما یجري في الحیاة الواقعیة، یمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإیصال نظرة مزیفة عن أنفسنا لأنفسنا وللآخرین، حتى عندما لا نروي شیئاً سوى أفكارنا وآرائنا، ففكر في عدد المرات التي ترى فیھا صدیقاً ینشر شیئاً وتقول لنفسك: “إنھ یبحث عن الإعجابات فقط،” لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداةً نستخدمھا كي نشعر بالتقدیر؛ لكنھا أداة خاطئة ومزیفة.

إعادة التفكیر في استخدامنا وسائل التواصل الاجتماعي:

لمكافحة ھذه الأخطاء من الھام أن تفكر بوعي في طریقة استخدامك وسائل التواصل الاجتماعي؛ باختصار علیك أن تتفقد نفسك.

فیما یأتي خمسة أسئلة یجب أن تفكر فیھا قبل كل تغریدة أو منشور أو رسالة أو مشاركة:

1. بماذا تُفكر؟

إذا كنت تكتب منشوراً وكل ما تركز علیھ ھو أن یثیر إعجاب أصدقائك أو أن یجعلك تبدو ذكیاً فمن المحتمل ألا تكون صادقاً مع نفسك، خذ بعض الوقت للتفكیر فیما ترید حقاً التعبیر عنھ لأصدقائك، وإذا لم تتمكن من كتابة ھذا المنشور دون الشعور بالقلق بشأن آراء الآخرین فاحذفھ الآن، وسجل الخروج، وخذ بعض الوقت للتفكیر، إنھ خیار صعب؛ لكنھ یستحق العناء.

شاهد بالفيديو: إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي

 

2. لماذا تنشر؟

إن تساؤلك عن أسباب نشر منشور أو رأي معین یمكن أن یكشف كثیراً عن نفسك، ھل تنشر شیئاً ما أو تضع إعجاباتٍ لمجرد أن ذلك مُتوقع منك؟ ھل تشعرَّ أن ھذا المنشور لھ أي علاقة باحتیاجاتك وشغفك وآرائك؟

3. مَن ھو جمھورك الحقیقي؟

لا تفترض أنك الشخص الوحید الذي یحاول أن یحافظ على ھویتھ الحقیقیة، لاشك في أن معظم أصدقائك ومتابعیك یعانون المشقة نفسھا؛ لكن البقاء على طبیعتك دائماً أسھل إذا كنت محاطاً بمجموعة معینة من الناس، فشارك منشوراتك مع الأشخاص الذین یعرفونك ویحبونك على طبیعتك، عندھا ستشعر بأنك أقرب إلیھم وإلى نفسك أیضاً.

4. كم تراجع نفسك؟

إذا وجدت نفسك تعید التقاط صورك عشرات المرات كي تبدو بزاویة مثالیة أوتعید كتابة تغریدتك مرات عدیدة حتى تبدو مناسبة، فإنك لست صادقاً مع نفسك حقاً، ومن الطبیعي أن تحاول صیاغة تعلیقك بعنایة حتى تقول بالضبط ماتقصده؛ لكنك لن تعبر عن نفسك بصدقٍ حقاً إذا كنت مھووساً بقول الكلام المناسب فقط، فكر في سلوكك عند مقابلة صدیق على أرض الواقع، ھل ستسألھ عشرات المرات عن آخر أخباره؟

5. ھل توافق شخصیاتك المختلفة بعضَھا؟

قد یكون ھذا السؤال الأھم، تخیل كل ذواتك المختلفة بما في ذلك كیف ترى نفسك، وكیف تُظھِر نفسك للآخرین، وكیف یراك الآخرون، وكیف ترى العالم،وإذا كانت جمیع ھذه الشخصیات متشابھة عموماً فإنك صادق مع نفسك، أما إذا كانت مختلفةً تماماً فعلیك أن تحاول مجدداً إیجاد التوافق فیما بینھا، وعندما تفعل ذلك ستحظى بفوائد لا حصر لھا.

إن التحلي بالمصداقیة ھو أحد أثمن الاستثمارات التي یمكنك القیام بھا، فعندما تكون صادقاً مع نفسك ستصبح أكثر سعادة وصحة، وتُكوّن علاقاتٍ أعمق، وتصبح ببساطة أكثر سعادة.

قال الفیلسوف فریدریك نیتشھ (Friedrich Nietzsche) ذات یوم: “لیس ھناك سعر باھظ جداً تدفعھ مقابل امتیاز امتلاك نفسك،” وفي عصر المشاركات والرسائل والتغریدات السطحیة أصبحت كلماتھ أكثر صدقاً من أي وقتٍ مضى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى