الآن ظهرت أسماء جديدة بالنسبة إلينا مثل “فاكر” (سانغ هيوك) و”لوكا” و”كيم” (دوينب)، وعلى الرغم من عدم حصولهم على شهرة كبيرة، إلا أنَّهم رياضيون عالميون في الرياضة الإلكترونية، فقد انتقلت الرياضة التقليدية من منصاتها التقليدية أيضاً إلى الهواتف المحمولة، وكانت مجرد ألعاب في البداية، ومع التطورات التكنولوجية التي شهدها وما زال يشهدها العالم، ظهر نوع جديد من الرياضة؛ وهو الرياضة الإلكترونية.
اعترفت بعض الدول بالرياضة الإلكترونية وقامت بتنظيم فعاليات ضمن الدولة وخارجها، وفي جنوب إفريقيا سُميت الرياضة الإلكترونية باسم “الرياضة الذهبية”، فما هي الرياضة الإلكترونية؟ وهل توجد منظمات لها في بلادنا العربية؟ وما هو السبب في تنامي جمهور الرياضة الإلكترونية؟ ستأخذ الإجابة عن تلك الأسئلة وغيرها في مقالنا الحالي، فتابع القراءة.
مفهوم الرياضة الإلكترونية:
يخبرنا اسمها بأنَّها ليست مثل باقي الرياضات، فلا توجد منصة يتم التنافس ضمنها، ولا توجد مهارات بدنية حقيقية، فالرياضة الإلكترونية تعتمد على الواقع الافتراضي والأجهزة الإلكترونية؛ إذ يتم التنافس بين لاعبين بشكل فردي أو بين فِرق محلية أو عالمية، والهدف من التنافس هو الفوز بجوائز معنوية ومادية، ويتم التنافس عن بُعد بواسطة الإنترنت أو باجتماع المتنافسين في مكان واحد.
يعود ظهور الرياضة الإلكترونية إلى عام 1983، وكان ذلك على يد منظمة أمريكية تُعرَف باسم (Twins Galaxis)؛ إذ قام صاحب هذه المنظمة بزيارة معارض ألعاب الفيديو، ومن ثم أجرى إحصاءات قرر نتيجتها إنشاء فريق مهمته أن ينظم ويدير المسابقات والفعاليات ليتم لعب ألعاب الفيديو في بيئة عالية التنظيم والتنافسية.
لتصبح نجماً رياضياً في الرياضات الإلكترونية، يجب عليك اللعب لساعات طويلة يومياً لتصل إلى احتراف اللعب، فالمنافسة اليوم على الرياضات الإلكترونية شرسة.
تُعَدُّ كل لعبة من ألعاب الرياضة الإلكترونية عبارة عن لعبة فيديو تم تصميمها من قِبل جهة وضعت قواعد محددة للعبة وخاصة بها لتميزها عن غيرها من الألعاب المشابهة، ولا يمتلك مستخدم اللعبة حق التعديل في قواعد اللعبة أو تغيير التصميم وما شابه ذلك.
يخضع استخدام اللعبة الرياضية إلى اتفاقية ترخيص، أما دورة الألعاب الرياضية فتتم من قِبل منظم خارجي أيضاً يضع قواعد تحافظ على حقوق الملكية الفكرية، ويتمكن منظمو البطولة من جني الأموال بواسطة حقوق الملكية من خلال الاتفاق مع العلامات التجارية ومنح حقوق البث للمنصات المختلفة ومن إيرادات مبيعات التذاكر.
أنواع الرياضة الإلكترونية:
توجد أنواع عدة للرياضات الإلكترونية تختلف باختلاف الميزات المتاحة للاعبين، وعموماً تُصنَّف كما يأتي:
1. ألعاب رياضية ذات طابع استراتيجي:
تعتمد هذه الألعاب على قدرة اللاعب على القيادة والتفكير واتخاذ القرارات، وتتمثل اللعبة ببناء مدينة أو قيادة جيش وإعداد معسكر حربي ومحاربة معسكرات أخرى ليتم إبادة مختلف الفِرق المنافسة والفوز باللعبة أخيراً.
2. ألعاب رياضية ذات المنظور الأول:
تعتمد هذه الألعاب على أن تُظهِر لنا البعد الأول للاعب، فنرى مثلاً يداً ممسكة سلاحاً، وتحقق هذه الألعاب انتشاراً واسعاً، وتُعَدُّ من الألعاب التي تحاكي الواقع وتدفع اللاعب إلى جو من المغامرة وتُشعِره بأنَّه البطل الحقيقي باختلاف أسلوب اللعب.
3. ألعاب رياضية تشابه الرياضات الواقعية:
تشبه الرياضة الحقيقة الموجودة في حياتنا مثل كرة السلة أو الطائرة أو القدم بحيث يتم التنافس بين فِرق رياضية، وتعتمد على المنظور الثالث المعروف باسم (3d)، ويُخصَّص هذا النوع من الألعاب لأجهزة “بلايستيشن واكس بوكس” و”نيتيندو”.
4. ألعاب رياضية وتمثيل دور محدد:
أيضاً تعتمد هذه الألعاب على المنظور الثالث، ويتم فيها تحديد شخصية اللاعب ودوره الأساسي ومسيرته، ومن ثم يشارك مع فريق من اللاعبين في مجموعة لتتم محاربة مجموعة أخرى والفوز، وقد يختلف أسلوب اللعب بين لعبة وأخرى، ولكنَّ النمط العام ذاته.
أكبر الرياضات الإلكترونية:
توجد بعض ألعاب الرياضات الإلكترونية المشهورة على مستوى العالم، ولكنَّ الأكثر شهرة بناءً على الجوائز والمنافسين والمشاهدين هي ما يأتي:
1. DOTA2:
تمتلك هذه اللعبة 59 فريقاً نشطاً وحصلت على 15 بطولة عالمية ومبالغ تقدَّر بنحو 35 مليون دولار.
2. Fortnite:
تمتلك 40 مليون منافساً وحصلت على جوائز مالية بقيمة 30 مليون دولار.
3. League of Leands:
تمتلك 24 فريقاً و44 مليون مشاهد وحصلت على مبلغ 7 مليون دولار.
4. GS GO:
تمتلك أكثر من 40 فريقاً وقد حصلت على كثير من البطولات العالمية، أما عدد المشاهدين فهو 1.2 مليون مشاهد على الأقل.
5. Overwatch:
تمتلك هذه اللعبة 20 فريقاً وحصلت على جوائز مادية بقيمة 5 مليون دولار.
6. PUBG:
تمتلك 20 فريقاً وحصلت على جوائز بقيمة 2 مليون دولار، وعدد المشاهدين 800 ألف تقريباً.
أفضل فرق الرياضة الإلكترونية بحسب عدد المسابقات التي شاركوا بها وإجمالي الأرباح من مختلف الألعاب فهم:
- Team Liquid.
- OG
- Evil Geniuses.
- Newbee
- Vici Gaming.
- LGD Gaming.
- Invictus Gaming.
- Wings Gaming.
- SK Telecom t1.
- Cloud 9.
- Op Tic Gaming.
- Fe Ze Clan.
- Astralis
- Team Envy.
- SK Gaming.
جمهور الرياضة الإلكترونية المتنامي:
جمهور الرياضة الإلكترونية هم جيل الألفية؛ إذ يستهدف صناع هذه الألعاب فئة معينة من الناس، ومع ذلك، فقد شهد سوق الرياضة الإلكترونية تطوراً ونمواً هائلاً في الأعوام الأخيرة، وتزايد عدد المتابعين والإيرادات التي تحققها؛ والسبب في ذلك أنَّها متاحة الآن بشكل كبير.
يمكن مشاهدة البث المباشرة لفعاليات الرياضة الإلكترونية بواسطة “فيسبوك” أو “يوتيوب” أو غيرها من قنوات التواصل الاجتماعي، كما يمكن للمتابعين التفاعل مع لاعبيهم المفضلين بشكل مباشر عبر تلك المنصات.
أدركت العلامات التجارية أهمية الألعاب الإلكترونية في تسويق المنتجات الخاصة بها أمام عدد كبير من المتابعين من مختلف أنحاء العالم، وأهم الرعاة هم منتجو مشروبات الطاقة وأصحاب الماركات العالمية، فساهمت في شهرة الرياضة الإلكترونية من خلال رعاية اللاعبين والتعاون معهم في حملات إعلانية ترويجية لمنتجاتهم.
قامت بعض الشركات بالمساهمة في نشر الرياضة الإلكترونية من خلال إعداد ملاعب مخصصة واستديوهات كما فعلت شركة (Power Leangue Gaming) الموجودة في الإمارات والمتخصصة في الألعاب الإلكترونية، فقد قامت بتجهيز استوديو بمساحة 1000 قدم مربع، وتم تنظيم وتجهيز المكان بأحدث الأجهزة المتخصصة بالبث والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وتم إنشاء مقهى كبير مخصص لبث المسابقات.
نتج عن ذلك تهافت من الجمهور المهتم بالرياضة الإلكترونية عليها، وهذا يساهم في تحقيق عائد استثماري مميز، أما منتجو ألعاب الفيديو فحققوا أرباحاً كبيرة منها، وهذا ما دفعهم للتركيز أكثر على إصدار مزيد من الألعاب والتحديثات.
بشكل تقديري بلغت قيمة قطاع الرياضة الإلكترونية العالمي في عام 2021 أكثر من مليار دولار أمريكي، وكانت النسبة مرتفعة تقريباً 50% مقارنة بعام 2020، ومن المتوقع وصول قيمة قطاع الرياضة الإلكترونية العالمي إلى 1.64 مليار دولار أمريكي في عام 2024.
حجم السوق العربي الخاص بالرياضة الإلكترونية غير محدد بشكل دقيق حتى وقتنا الحالي، ولكنَّ استخدام الإنترنت المتزايد في عالمنا العربي يشير إلى مستقبل مزدهر، وربما التأخر في عالمنا العربي في مجال الرياضة الإلكترونية ناتج عن نظرة بعض الناس الخاطئة للأمر.
ما يزال كثير من الناس ينظرون إلى استخدام ابنهم لتلك الألعاب على أنَّها إضاعة للوقت فقط، على الرغم من أنَّ الإحصاءات تشير إلى أنَّ 83% من الفتيات و95% من الأولاد المراهقين حول العالم يلعبون ألعاب الفيديو باستمرار وبانتظام، ووصولهم إلى مرحلة اللاعب المحترف يعود عليهم بمبالغ لا تقل عن أيَّة وظيفة أخرى؛ بل أفضل في كثير من الأحيان، ومن ثمَّ تغيير النظرة السلبية وإزالة العقبات سيزيد الاستثمار في تلك الصناعة بشكل ملحوظ في السنوات المقبلة.
استراتيجيات صحية للاعبي الرياضة الإلكترونية:
يتطلب التدريب اليومي اللعب لمدة تتراوح من 3 إلى 10ساعات يومياً، وينتج عن ذلك شكاوى مختلفة مثل:
- آلام الظهر.
- آلام الرقبة.
- آلام اليدين.
- آلام الكتف.
- إرهاق العينين.
أهم الاستراتيجيات لتفادي الآلام:
- الجلوس بوضعية صحيحة تكون فيها الركبتان بوضع أفقي مع الأرضية والجزء العلوي للذراعين متماشياً مع الجذع، والرأس والصدر والوركان فوق بعضهما تماماً للحفاظ على العمود الفقري.
- ممارسة تمرينات الإحماء لمدة من 3 إلى 5 دقائق كل ساعتين، وممارسة تمرينات التمديد لعضلات الصدر والكتف والمعدة والركبة والفخذ.
في الختام:
شهد العالم مؤخراً تطوراً كبيراً في نوع جديد من الرياضة ليتوسع مفهوم الرياضة، فلم يعد مقتصراً على إظهار المهارات البدنية؛ بل أصبحت الرياضة إلكترونية، وهي أيضاً شكل من أشكال المنافسة الفردية أو الجماعية، وذلك باستخدام ألعاب الفيديو ويتم بث المسابقات بشكل مباشر في مختلف أنحاء العالم، فقد استقطبت الرياضة الإلكترونية عدداً هائلاً من المعجبين، وقد ساهم بانتشارها منصات ومواقع التواصل الاجتماعي التي تبث المنافسات، إضافة إلى العلامات التجارية التي تعرض منتجاتها بالتعاون مع الشركات المصنَّعة والتي وجدت في الرياضة الإلكترونية استثماراً جيد يعود عليها بربح ممتاز.
كما أنَّ اللاعبين يتقاضون مبالغ كبيرة، وقد ذكرنا في مقالنا لمحة حول الفِرق الرياضية الأكثر شهرة والألعاب الأكبر في عالم الرياضة الإلكترونية، ومع ازدياد استخدام الموبايل والإنترنت، تزداد شعبية الرياضة الإلكترونية، لذلك قدَّمنا بعض الاستراتيجيات الصحية، فاللاعب يحتاج إلى التدرب اليومي ليصل إلى مرحلة الاحترافية في الرياضة الإلكترونية.
