ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة “مولي دونغيا” (Mollie Donghia)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها في التخلُّص من سموم التكنولوجيا.
لقد ابتكرت الفرص ووفرت طرائق لقضاء الوقت لم يعرفها أي عقد قبل هذه الألفية، فقد سمحت لنا التكنولوجيا بالبقاء على اتصال أكثر مع الأشخاص القريبين والبعيدين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة والمزيد غيرها، وأصبح أكثر قابلية للنقل؛ ففي عام 2000 كان متوسط وزن الكمبيوتر المكتبي والشاشة 16كغ معاً، كان من المستحيل أخذه معك إلى كل مكان، أمَّا اليوم يمكننا حمل هاتف ذكي بكل بساطة في جيوبنا، فيتيح لنا التخزين السحابي حفظ كل ما نريده.
لقد ولَّت أيام الأقراص المرنة التي أتذكر حفظي لأوراق البحث الخاصة بي عليها، وقد أصبحنا قادرين على تتبع كل شيء تقريباً في حياتنا، من السعرات الحرارية التي نتناولها إلى الخطوات التي نمشيها إلى تتبع حركة العين السريعة خلال فترات النوم، ولقد فتح الذكاء الاصطناعي “هي سيري” (Hey Siri) الباب لوجود مساعدين افتراضيين خاصين بنا في أي مكان قد نحتاج إليهم فيه.
زادت التكنولوجيا بلا شك من مقاييس الإنتاجية وتقدُّم الرعاية الصحية واستكشاف الفضاء وأكثر من ذلك؛ لذلك يجب أن نكون شاكرين؛ لكنَّ هذا المقال ليس رسالة شكر لكيفية تحسين التكنولوجيا لحياتنا؛ بل إنَّه تذكير بأنَّنا في بعض الأحيان نحتاج إلى الابتعاد عنها، فيمكن أن يكون الابتعاد عن التكنولوجيا والعودة إلى البساطة عادةً لتحسين الحياة.
لماذا قد تكون تقنية التخلص من سموم التكنولوجيا ضرورية؟
الكفاءة هي إحدى أعظم هدايا التكنولوجيا، ولكن عندما تكون الكفاءة والإنتاجية في طليعة حياتنا، فغالباً ما ننسى ترك مساحة لمتع الحياة البسيطة أو للتمهل أو حتى أخذ الوقت للتفكير في الأمور الأكثر أهمية في لحظات معينة من حياتنا، وفي بعض الأحيان يكون الكف عن استخدام التكنولوجيا، أو أخذ استراحة مؤقتة طريقة ذكية للحفاظ على التوازن وعلى التمتع بها وبالحياة.
عندما نضع حداً بوعي لأمر ما في حياتنا نختار أن نمنح عقولنا وأجسادنا راحة من هذا النشاط المعين؛ لذا ضع في حسبانك كيف سيبدو الأمر إذا امتنعت عن استخدام هاتفك الذكي أو تطبيقات معينة أو كل شيء تكنولوجي لمدة نصف يوم أو أسبوع أو حتى شهر، فما هي الفوائد التي قد تجنيها من ذلك؟
إحدى الطرائق التي استخدمت بها هذه العادة هي وضع هاتفي في مكان آخر عندما أريد التركيز على قضاء الوقت مع المقربين مني، فأترك هاتفي داخل المنزل دائماً عندما ألعب في الفناء الخلفي مع أطفالي، فتسمح لي هذه العادة البسيطة بتجنب إغراء تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي أو التحقق من بريدي الإلكتروني؛ فمع انعدام وجود هاتف بجانبي أصبحت أكثر تفاعلاً وأستمتع أكثر بوقتي مع عائلتي، وأنا أكثر تركيزاً على محادثاتي معهم وأقل احتمالية لأن أصبح غير مهتمة بالمرح الذي يدور من حولي.
يتيح لك التخلص من سموم التكنولوجي لأي فترة من الوقت أن تصبح أكثر حضوراً مع من حولك، ويذكرك أيضاً بالطرائق الرائعة لتمضية الوقت، مثل قراءة كتاب بدلاً من قراءته على منصة كيندل (kindle)، أو لعب لعبة لوحية على أرض مع أطفالك بدلاً من مشاهدة التلفزيون، وما زلت أنا وعائلتي نستمتع بالتكنولوجيا كل يوم؛ لكنَّنا نجد أنَّه من الهام أخذ فترات راحة عند الحاجة وأن نكون حريصين على ملء وقتنا بالطرائق التي تجلب لنا الرضى والسعادة.
ضع في حسبانك في أثناء قراءتك أنَّ هذا ليس أسلوباً إلزامياً أو أسلوباً محدداً مناسباً للجميع؛ فما تعنيه البساطة بالنسبة إلي قد يكون مختلفاً بالنسبة إليك؛ لكنَّني أشجعك على تجربة الانقطاع عن التقنيات التي تمنعك من عيش حياة ذات مغزى، وإضافتها مرة أخرى عندما تشعر بالانتعاش والتركيز.
شاهد بالفيديو: 6 آثار سلبية للتكنولوجيا على الأطفال
12 نصيحة بسيطة للتخلص من سموم التكنولوجيا:
1. اقرأ كتاباً:
وليس شيئاً ما على منصة كيندل (kindle) أو هاتفك.
2. تجنَّب إغراء تصفح وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم:
من خلال إبقاء هاتفك بعيداً عن غرفة النوم.
3. اجمع كومة كبيرة من الكتب:
واقرأها لأطفالك بدلاً من تشغيل التلفاز.
4. أوقف تشغيل مكيِّف الهواء:
وافتح النوافذ والأبواب للحصول على هواء منعش ونظيف.
5. اجلس وشاهد شروق الشمس:
بدلاً من تشغيل الأخبار عند الاستيقاظ.
6. ضع هاتفك في غرفة أخرى:
عندما تريد قضاء وقت مع من تحبهم.
7. العب لعبة أو أجرِ محادثة جيدة مع شريكك في المساء:
بدلاً من مشاهدة المسلسلات.
8. ابدأ في كتابة يومياتك عن مدى شعورك بالامتنان:
فابدأ يومك بكتابة ثلاثة إلى خمسة أشياء أنت ممتن لها بدلاً من فتح وسائل التواصل الاجتماعي بمجرد استيقاظك.
9. أوقف تشغيل الإشعارات على وسائل التواصل الاجتماعي:
لقد فعلت هذا لسنوات ولم أندم أبداً على فقدان رسالة أو تعليق بمجرد ورودها.
10. اخرج للمشي:
لكن اترك هاتفك في المنزل، واستمع إلى الأصوات من حولك في أثناء المشي وركز على وضعيتك وخذ نفساً قوياً وعميقاً.
11. تخلَّص من الفوضى:
من خلال حذف أي تطبيقات على أجهزتك لم تعد تستخدمها؛ فدائماً ما تكون رؤية عدد أقل من التطبيقات على شاشتي أقل تشتيتاً وتتيح لي رؤية التطبيقات التي ما زلت أستخدمها بسهولة أكبر.
12. خذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي:
فقد فعلت ذلك لعدة فترات لمدة أسبوع (حتى قمت بحذف التطبيق من هاتفي)، وهو دائماً وقت مفيد بالنسبة إلي للتركيز على مجالات أخرى من الحياة دون الشعور بأنَّني ضائعة.
في الختام: اجعل تقنية التخلُّص من سموم التكنولوجيا مناسبة لك
في الحياة يوجد قليل من القواعد الصارمة والسريعة، ولكن توجد تعديلات يمكن أن تجعل الحياة أكثر متعة وذات مغزى، لذا أود أن أشجعك على الاستراحة من مجالات التكنولوجيا التي أدت إلى تقليل التواصل وتآكل قدرتك على الوجود في اللحظة، فيمنحك التخلص من سموم التكنولوجيا تقديراً متجدداً لمتع الحياة المجانية، ويعزز التوازن الصحي بين التحفيز والملل، ويغرس إدراكاً بأنَّ العيش ببساطة يؤدي إلى تقليل التوتر وزيادة السعادة.
