Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقنية

تأثير الذكاء الاصطناعي على العملات المشفرة وسوق البيتكوين


تأثير الذكاء الاصطناعي في العملات المشفرة وسوق البيتكوين من الموضوعات المثيرة للجدل والمناقشة، سواء في الأوساط المالية أم التكنولوجية؛ وذلك لمجموعة من الأسباب، منها تزايد أهمية العملات المشفرة تزايداً خاصاً خلال السنوات الأخيرة، فقد أصبحت محط اهتمام من قِبل المستثمرين والمتداولين، ويضاف إلى ذلك القدرات التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي، فهو أداة قوية ومبتكَرة في فهم وتوجيه سوق العملات المشفرة واتخاذ القرارات المناسبة، ناهيك عن التحديات والمخاطر التي يثيرها استخدام الذكاء الاصطناعي في سوق البيتكوين.

يجمع هذا الموضع بين التكنولوجيا المبتكَرة والتحولات المالية الحديثة، ويمثل فرصاً وتحديات في نفس الوقت، وفي المقال الآتي سنتعرف إلى تأثير الذكاء الاصطناعي في العملات المشفرة وسوق البيتكوين.

أولاً: تعريف الذكاء الاصطناعي، والعملات المشفرة، وسوق البيتكوين

1. الذكاء الاصطناعي:

من أبرز التقنيات الحديثة التي تهدف إلى تمكين الأنظمة الحاسوبية من محاكاة الذكاء البشري؛ إذ يستند الذكاء الاصطناعي إلى مبادئ علم الحاسوب وعلم البيانات والتعلم الآلي، فقد يتعلم النظام الذكي من البيانات المتاحة، ويستخرج الأنماط المعرفية التي تسمح له باتخاذ قرارات مناسبة وفعالة، فالذكاء الاصطناعي كما يعرِّفه “آلان تورنغ” (Alan Turing) الذي يُعَدُّ من أبرز الشخصيات التي ساهمت في تطوير الذكاء الاصطناعي؛ (هو عندما تكون الآلات قادرة على التفكير بطريقة تجعل الناس يعتقدون أنَّها بشر). 

2. العملات المشفرة:

العملات المشفرة هي أصول رقمية تستخدم تقنيات التشفير لتأمين المعاملات؛ إذ تعتمد على تقنية “البلوكشين” (Blockchain) في ذلك، ويعرِّفها “ساتوشي ناكاموتو” (Satoshi Nakamoto) مؤسس “البيتكوين” – وهي أول عملة مشفرة أُطلِقَت في عام 2009 – بأنَّها (نظام نقدي إلكتروني يعتمد على دفتر حسابات مشترَك يستخدم توقيعات رقمية لتأكيد وتأمين المعاملات، ولا يتطلب الاعتماد على جهة وسيطة مركزية).

تُستَخدَم العملات الرقمية في مجالات عدة، منها:

  • التداول والاستثمار عبر منصات التداول.
  • التحويلات المالية العابرة للحدود؛ إذ تسمح بإرسال الأموال بسرعة دون الحاجة إلى البنوك التقليدية.
  • دفع السلع والخدمات عبر الإنترنت.
  • التمويل اللامركزي؛ إذ تسمح بالإقراض والاقتراض والتداول دون الحاجة إلى وسيط مركزي، مثل البنك التقليدي.
  • الاستثمار في مشاريع العملات الرقمية الناشئة.

3. سوق البيتكوين:

سوق البيتكوين هو سوق مالي؛ حيث تُشتَرى وتُباع البيتكوين، وعرَّفه موقع (Investopedia) الذي يُعَدُّ مصدراً موثوقاً في المجال المالي بأنَّه (السوق الافتراضي؛ حيث تُشتَرى وتُباع البيتكوين بواسطة المستخدِمين باستخدام العملات التقليدية أو العملات المشفرة الأخرى، وتُتَداوَل عبر منصات البورصة الرقمية).

ثانياً: ما هو تأثير الذكاء الاصطناعي في العملات المشفرة وسوق البيتكوين؟

1. تحسين التداول:

يحلل الذكاء الاصطناعي البيانات، ويستخرج الأنماط المعرفية، ومن ثم يسهم في اتخاذ قرارات مناسبة، وهذا ما يحسِّن قرارات التداول.

2. تحسين التوقعات وتوفير توصيات استثمارية متقدمة:

تتعلم النظم الذكية من البيانات التاريخية، وهذا ما يساعد المستثمرين والمتداولين على وضع التوقعات التي تمكِّنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة، وزيادة فرصهم في الربح.

3. تعزيز أمان العملات المشفرة:

يُستَخدَم الذكاء الاصطناعي وتقنياته في الحفاظ على أمان العملات المشفرة والحد من التهديدات الأمنية، إذ تحلل هذه النظم سلوك المستخدمين، وتكشف النشاطات الاحتيالية والتلاعب، وهذا يحمي المنصات والمستخدمين من الاختراق.

4. تحسين تكنولوجيا البلوكشين:

يُعتَمَد على الذكاء الاصطناعي في تطوير تكنولوجيا البلوكشين التي تُعَدُّ الأساس الذي تقوم عليه العملات المشفرة، مثل تحسين سرعة المعاملات، وتعزيز الأمان، وتطوير آليات الموافقة التلقائية بحيث تجعل عملية التداول أكثر فاعلية.

ثالثاً: كيف تحمي العملات المشفرة من التزوير وتعزز الأمان في التداول في سوق البيتكوين؟

توجد مجموعة متنوعة من المنصات التي يُلجَأ إليها للكشف عن النشاطات غير المشروعة، ومكافحة الجريمة المالية التي تتعلق بالعملات الرقمية، منها:

1. منصة (Chainalysis):

منصة تحليل البلوكشين؛ إذ تستخدم الذكاء الاصطناعي وتقنياته لتعقُّب وتحليل العمليات المالية في البلوكشين لتكشف النشاطات غير المشروعة، وغسيل الأموال، وغيرها.

2. منصة (Eliptica):

منصة للتحقق ومراقبة الأمان في سوق العملات الرقمية.

3. منصة (Cipher trae):

منصة تُوفِّر حلولاً متقدمة للأمان ومراقبة سوق العملات للكشف عن أي تلاعب أو عملية احتيال؛ إذ تتعقَّب الأصول الرقمية ذات المنشأ المشبوه.

رابعاً: كيف تحسِّن تجربة المستخدِم في سوق البيتكوين باستخدام الذكاء الاصطناعي؟

الهدف الرئيس من تحسين تجربة المستخدِم في سوق البيتكوين والعملات المشفرة هو توفير بيئة آمنة ومريحة للمستثمرين والمتداولين، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه السوق هي سوق ناشئة تحتوي على تحديات ومخاطر كثيرة للمستخدمين؛ لذا فإنَّ تحسين تجربة المستخدم فيها من شأنه جعلها أكثر انتشاراً، وحصولها على شعبية تجعلها سوقاً مزدهرة، ومن بين الأشياء التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدِم فيها:

  1. تحليل البيانات التاريخية والمعلومات المرتبطة بالعملات المشفرة والرقمية عامة، وتقديم توصيات وتقارير موثوقة للمستخدمين، مثل توقيت الشراء أو البيع الأفضل، وتنويع المحفظة، ومن ثم يتخذ المستخدم قرارات مناسبة أكثر.
  2. تصميم واجهات المستخدِم الذكية وسهلة الاستخدام، وتوفير أدوات تحليل البيانات والرسوم البيانية المتقدمة، الأمر الذي يجعل عمليات التداول أسهل.
  3. التحقق من هوية المستخدِم، والتأكد من صحة المعاملات، والكشف عن عمليات الاحتيال أو العمليات غير المشروعة ومن ثم تعزيز أمان معاملات المستخدِم، وتعزيز شعوره بالثقة.
  4. توفير دعم ذاتي للمستخدمين من خلال الإجابة عن استفساراتهم في أي وقت، وتقديم المشورة والتوجيهات، ومن ثم خدمة العملاء بشكل جيد.

خامساً: التحديات والمخاطر المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في العملات المشفرة وسوق البيتكوين

تواجه فكرة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في العملات المشفرة وسوق البيتكوين تحديات ومخاطر جمة مجموعة فيما يأتي:

1. صعوبة في التنبؤ:

الأسواق المشفرة ذات طبيعة غير مستقرة، ومتغيِّرة، ومتقلِّبة باستمرار، فقد تكون عرضة للتأثر بعوامل مختلفة، وهذا يجعل من عملية التنبؤ أمراً صعباً.

2. الاحتيال والتلاعب:

قد يستخدم المحتالون تقنيات الذكاء الاصطناعي للتلاعب في سوق البيتكوين، فقد يتلاعبون بالأسعار أو يُضلِّلون المستثمرين، الأمر الذي يُنتِج مخاطر ترتبط بالاستثمار والتداول في هذا السوق.

3. عدم التكيف مع الظروف المتغيرة:

سوق البيتكوين والعملات الرقمية تتغير بسرعة؛ لذا قد تواجه نماذج الذكاء الاصطناعي صعوبة في التعامل مع الظروف المتغيِّرة، فقد يؤدي حدوث تغيير في القوانين إلى حدوث تأثيرات غير متوقَّعة في الأسواق المشفرة، ومن ثم في توصيات نماذج الذكاء الاصطناعي.

4. مخاطر الخصوصية:

يتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي في العملات المشفرة وسوق البيتكوين حماية البيانات، فقد تواجه هذه البيانات مخاطر الاختراق والتسريب.

5. صعوبة توفير إطار قانوني مناسب لحماية المستثمرين وضمان نزاهة الأسواق.

سادساً: المستقبل المحتمَل للذكاء الاصطناعي وتأثيره في العملات المشفرة وسوق البيتكوين

يُعَدُّ سوق العملات المشفرة وسوق البيتكوين سوقاً واعداً بلا شك، وذلك كان متوقَّعاً منذ ظهور البيتكوين في عام 2009، فقد ازدادت شعبية العملات المشفرة، وزاد عدد المستخدِمين لها زيادةً كبيرة، ومن المتوقَّع زيادة تأثير الذكاء الاصطناعي في هذه الأسواق في المستقبل.

من خلال الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي تتحقق مجموعة مختلفة من المزايا، مثل تحسين القدرة على التنبؤ بأسعار العملات، وتوجيه المستثمرين لاتخاذ قرارات أفضل، وتحسين الأمان، ومكافحة التزوير، والتوسع في تطوير واجهات المستخدِم، وظهور منصات وتطبيقات مبتكَرة لتوفير مزايا جديدة للمستثمرين في هذه الأسواق، وعموماً سوف يزداد تأثير الذكاء الاصطناعي في العملات المشفرة وسوق البيتكوين في المستقبل، وسوف يسهم في ظهور تحسينات جديدة.

في الختام:

في نهاية هذا الموضوع الهام، إنَّ استخدام الذكاء الاصطناعي في العملات المشفرة وسوق البيتكوين أمر لا بد منه، ولا سيما في ظل ما يشهده العالم من تطورات وتحولات سريعة؛ إذ يتيح الذكاء الاصطناعي ظهور فرص جديدة لزيادة شفافية السوق، وكسب ثقة المستثمرين في العملات المشفرة، كما أنَّ تطور التكنولوجيا سوف يزيد من استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال في المستقبل.

مع ذلك، يجب ألا يغيب عن أذهاننا التحديات والمخاطر المرتبطة بالعمل في سوق العملات المشفرة، مثل قضايا الأمان، والخصوصية، والتنظيم القانوني، وعموماً إنَّ استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، يكون أداة قوية لتعزيز سوق البيتكوين والعملات المشفرة، ويبقى تحقيق الاستدامة والشفافية والثقة في هذا السوق هدفاً هاماً يجب أن يسعى العالم إلى تحقيقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى