Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقنية

المخدرات الرقمية: المفهوم والأنواع والأضرار


قد يستهجن بعض الناس مصطلح المخدرات الرقمية، ويستهين بقدرة تلك الأصوات على التأثير في أدمغة المستمعين، فإذا ما كنتم ممن يساورهم الشك في مسألة المخدرات الرقمية، فتفضلوا بقراءة مقالنا عن هذا المفهوم وأنواعه وحقيقة أضراره.

مفهوم المخدرات الرقمية:

يمكن تعريف مفهوم المخدرات الرقمية (Digital Drugs) أو (iDoser)  على أنَّها موجات صوتية متناغمة تنتمي إلى طبقات ترددية مختلفة قادرة على التأثير في الخلايا العصبية بالطريقة ذاتها التي تؤثر فيها المخدرات التقليدية، وفي بعض الأحيان يكون تأثير المخدرات الرقمية أشد وأقوى، فقد يشبه بعضهم المخدرات الرقمية وموسيقاها بحبوب الهلوسة التي تؤثر في العقل وتخدره، ويتم الاستماع لهذه الموسيقا عبر سماعات الأذن؛ إذ تبث في كل أذن ترددات معينة مغايرة لما يتم بثه في الأذن الأخرى.

تتراوح قوة ترددات الصوت بما دون 1000- 1500 هيرتز ليتسنى للمستخدم سماعها، ويكون التأثير المخدر كامناً في تفاوت مستوى التردد الصوتي الذي يُبث في كل أذن، مع الحفاظ على فارق ضئيل بين الترددات المبثوثة في الأذنين بحيث لا يتجاوز 30 هرتز.

أكد الخبراء في الطب والمتخصصون في مجال السلوك والأسرة أنَّ ظاهرة المخدرات الرقمية تؤثر في الحواس وتسيطر على الدماغ، وهذا يشعر الطفل أو المراهق الذي يستمع لها بأنَّه مشوش الذهن وفاقد التركيز، وهذا يؤثر سلباً في حياته الاجتماعية وأسلوب تعاطيه مع العائلة، والأخطر من ذلك أنَّ المخدرات الرقمية تؤثر في عملية التحصيل العلمي، ولا تتوقف أضرار المخدرات الرقمية عند هذا الحد فقط؛ بل تتعداه لتؤثر تأثيراً سلبياً في الصحة الجسدية فتسبب اضطرابات جسمانية، كما تؤثر في الصحة النفسية والسلامة العصبية.

لعل أخطر ما في الأمر أنَّ المقاطع الصوتية للمخدرات الرقمية متاحة بسهولة على شبكة الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي على شكل ملفات موسيقية وصوتية ملغومة المحتوى، ويؤكد المتخصصون على أهمية الدور التوعوي الذي يجب أن يقوم به كل من الأسرة والمدرسة، وتليهما الجهات المعنية والإعلام بكافة أشكاله من أجل التعريف بأضرار المخدرات الرقمية وخطرها المرعب وتأثيرها السلبي الذي يفتح أمام الناشئة أبواب الإدمان عن طريق المحتوى الرقمي.

إذاً فإنَّ المخدرات الرقمية أو المخدرات الإلكترونية هي مقاطع صوتية من النغمات التي يتم الاستماع لها بواسطة سماعتي الأذنين، ليتم بث ترددات معينة في الأذن اليمنى وترددات أقل منها في الأذن اليسرى، وهذا يجعل الدماغ يحاول جاهداً التوحيد بين الترددين للوصول إلى مستوى موحد لكلا الصوتين، وهذا ما يخرب استقراره ويضعه في حالة تخبط على مستوى الإشارات الكهربائية العصبية التي يقوم بإرسالها، وهذا بدوره يجعل للمخدرات الرقمية أنواعاً مثلها مثل المخدرات التقليدية.

تاريخ المخدرات الرقمية:

لم تظهر المخدرات الرقمية بهذا الشكل، وتاريخ المخدرات الرقمية يوضح بأنَّها بدأت عن طريق تقنية قديمة تدعى “النقر بالأذنين” تم اكتشافها عام 1839م على يد العالم الألماني “هينريش دوف”، وقد تم تطبيق هذه التقنية من أجل علاج بعض حالات الأمراض النفسية، وتحديداً على شريحة من المصابين بالاكتئاب الخفيف، وشريحة أخرى ممن رفضوا العلاج الدوائي والسلوكي، فما كان من المتخصصين إلا أن قاموا بإخضاعهم لهذا العلاج عن طريق التذبذبات الكهرومغناطيسية، وكان الهدف من ذلك هو تحفيز الدماغ نحو إفراز المواد المنشطة للمزاج.

قامت بعض مستشفيات الصحة النفسية أيضاً باستخدام التقنية ذاتها بعد أن لاحظت وجود خلل أو نقص في المادة المنشطة للمزاج عند بعض المرضى النفسيين، ومن ثم فإنَّهم يحتاجون إلى تحفيز الخلايا العصبية وإفرازاتها تحت إشراف طبي حتى لا تتعدى مدة التحفيز ثوانٍ عديدة أو أجزاء من الثانية، وبشرط ألا يتم هذا الاستخدام أكثر من مرتين يومياً، إلا أنَّ اتباع هذا الأسلوب العلاجي توقف في تلك الفترة نظراً لتكاليفه الباهظة.

أنواع المخدرات الرقمية:

إنَّ أنواع المخدرات الرقمية كثيرة، وتتنوع كما تتنوع المخدرات التقليدية، وتهدف بمجملها إلى إيصال المتعاطي إلى درجة الاسترخاء والاستمتاع والنشوة واللذة، وذلك عبر تحريره من آلامه لإيصاله فيما بعد إلى المتعة التي ينشدها، ويمكن تقسيم أنواع المخدرات الرقمية إلى ست موجات:

1. موجات الكوكايين:

هي أحد أنواع المخدرات الرقمية، وتكون عبارة عن موسيقا أو نغمات تقوم بتنشيط الجهاز العصبي للشخص المتعاطي وتبث فيه شعور الطاقة والنشاط، تماماً كما يكون مفعول تعاطي الكوكايين على الجسم.

2. موجات الترفيه:

هي أحد أنواع المخدرات الرقمية أيضاً، وتمنح فيها النغمات المبثوثة للمتعاطي شعوراً بالسعادة والترفيه عند الاستماع لها، وهذا يتيح له الشعور بمشاعر غامرة من الارتياح.

3. الموجات الجنسية:

هي نوع آخر من أنواع المخدرات الرقمية، وهي عبارة عن نغمات موسيقية تشعر المستمع لها بشعور الوصول إلى النشوة الجنسية، وكأنَّه يمارس علاقة جنسية حقيقية.

4. موجات الماريجوانا:

هي موجات مدرَجة ضمن أنواع المخدرات الرقمية، وتُشعر موسيقاها الشخص الذي يستمع لها بتهدئة الجسم وارتخائه، ويماثل تأثيرها تأثير مادة الماريجوانا المخدرة التي تُشعر المتعاطي بالهدوء والاسترخاء والنشوة.

5. موجات الأفيون:

هي النوع الخامس من أنواع المخدرات الرقمية، ويتشابه تأثيرها مع تأثير مادة الأفيون في منح المتعاطي لها شعوراً بالنشوة والسعادة والنعاس.

6. موجات الكحول:

أما موجات الكحول فهي النوع السادس من أنواع المخدرات الرقمية، وتتصف المقاطع الصوتية من هذا النوع بمنحها المستمع لها شعوراً بالهدوء والاسترخاء كالذي يمنحه شرب الكحول عادة.

طريقة تعاطي المخدرات الرقمية:

تتطلب طريقة تعاطي المخدرات الرقمية طقوساً معينة، فلا بد من الوجود في غرفة إضاءتها منخفضة، وبعينين معصوبتين، مع ارتداء ملابس فضفاضة، وشرب الماء قبل البدء بعملية الاستماع للمقطع الصوتي، وإنَّ كل هذه الشروط المذكورة هي عوامل مساعدة للمتعاطي من أجل بلوغ قمة التأثير والنشوة المطلوبة، فهي جميعها تبعد المتعاطي عن التشتت بأي شيء مرئي أو محسوس، وتجعل تركيزه منصباً فقط على الاستماع.

أضرار المخدرات الرقمية:

كثيرة هي أضرار المخدرات الرقمية، وتظهر الآثار السلبية الناجمة عنها على الصحة الجسدية والنفسية للمتعاطي، ومن أبرز هذه الأضرار نذكر:

  • الشعور بالرجفة والتشنج في عضلات الجسم.
  • التأثير في الحالة النفسية للمتعاطي، وتسبب ابتعاده عن المحيط وانعزاله عن حياته الاجتماعية.
  • تسبب للمتعاطي خمولاً جسدياً وانخفاضاً في مستويات النشاط والطاقة والإنتاجية.
  • التسبب بالإدمان على هذا النوع من المحتوى وهذه الترددات الصوتية، وهذا يدفع المتعاطي إلى دفع مبالغ مالية كبيرة لقاء الحصول عليها.

لا بد من التنويه إلى كون المخدرات الرقمية طريقة علاجية لبعض حالات المشكلات النفسية، ولكنَّ هذا العلاج لا يتم إلا بإشراف طبي.

كيفية الوقاية من المخدرات الرقمية:

إنَّ الوقاية من خطر الوقوع في إدمان المخدرات الرقمية هي مسؤولية الجميع من أفراد وحكومات ومجتمعات، وهذه بعض الاستراتيجيات المتعلقة بكيفية الوقاية من المخدرات الرقمية:

  • سن قوانين رادعة ومجرِّمة لاستخدام هذا النوع من المخدرات من قِبل الحكومات.
  • توظيف فرق متخصصة بتقصي المواقع التي تنشر المحتوى المروج أو المقدم للمخدرات الرقمية، والعمل على حجب هذه المواقع.
  • تعاون حكومات البلدان مع بعضها بعضاً بشكل دولي من أجل تحديد مصدر نشر المخدرات الرقمية وضبط المروجين لها.
  • توعية الشباب إلى أضرار المخدرات الرقمية عبر إقامة الورشات التوعوية والدورات التدريبية.
  • الدور الهام للأسرة في ممارسة الرقابة والتوعية لأبنائها عموماً والمراهقين خصوصاً.
  • ضرورة التنسيق بين الحكومات والمدارس والجامعات من أجل شرح أضرار المخدرات الرقمية للطلاب وتوعيتهم بشأن مخاطرها.
  • الانتباه إلى الأبناء المراهقين وسلوكاتهم وعاداتهم وحثهم على المشاركة في الفعاليات المجتمعية والنشاطات التطوعية لتفريغ طاقاتهم.
  • تقوية الروابط الأسرية بين الأهل والأبناء وبناء جو من الصراحة والثقة يتيح للأبناء النقاش مع ذويهم في جميع الموضوعات.

العلاج من المخدرات الرقمية:

على الرغم من وجود بعض الاختلافات في الرأي بشأن كون تأثيرات المخدرات الرقمية مشابهة لتأثيرات المخدرات العادية، إلا أنَّ خطورة المخدرات الرقمية وما تسببه للمتعاطي من تقوقع وعزلة ورجفة في الجسد تستدعي الحذر والانتباه واتباع طرائق العلاج من المخدرات الرقمية، ومن أبرزها:

  • توعية المتعاطي إلى الأخطار الجسدية والنفسية التي يلحقها به تعاطي المخدرات الرقمية.
  • محاولة دمج المتعاطي للمخدرات الرقمية في نشاطات تفرغ طاقته وتشتته عن الحاجة للاستماع للمقاطع الصوتية المخدرة.
  • مراقبة المواقع التي يرتادها الأبناء والمراهقون وحجب المواقع المشبوهة والمؤذية عنهم.
  • اللجوء إلى المتخصصين للاستعانة بخبراتهم في رحلة العلاج من المخدرات الرقمية.

شاهد بالفديو: كيف تتعامل مع مدمن المخدرات؟

 

في الختام:

إنَّ المخدرات الرقمية هي مقاطع صوتية تحتوي على نغمات يتم الاستماع لها بواسطة سماعات الأذنين، ليتم بث ترددين مختلفين في كل أذن يقل أحدهما عن الآخر بجزء بسيط، فينشغل الدماغ بتوحيد الترددين وتتحفز خلاياه العصبية، وإنَّ أضرار المخدرات الرقمية لا تقل خطورة عن تأثير المخدرات التقليدية من الناحية النفسية والجسمانية، وهي تسبب الإدمان مثلها تماماً؛ لذا من الضروري توعية الجيل الناشئ لأخطارها والسعي إلى توظيف طاقاته في جوانب مفيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى