تطورات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم وتأثيره على المعلمين

إنَّ الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير كبير في تعزيز جودة التعليم وتوفير النطاق الأوسع لكل طالب للحصول على تعليم مخصص وفعال أيضاً، وللحصول على تفاصيل أدق سنتعرَّف معاً إلى  تطورات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم وتأثيره في المعلمين.

أهمية الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم:

الذكاء الاصطناعي هو عبارة عن نظام يحاذي الذكاء البشري تقريباً من خلال آلات بُرمِجَت مسبقاً على التفكير مثل تفكير البشر وتقليد أفعالهم بأدق تفاصيلها، ومن الممكن بالطبع أن نطلق مصطلح الذكاء الاصطناعي على أي آلة تعرض خدمات مشابهة للبشر، كأن تقوم بحل المشكلات أو التعلم أو غيرها؛ لذا برأيك ما هي أهمية الذكاء الاصطناعي للطلاب والتعليم؟

لقد جلبت لنا تقنيات الذكاء الاصطناعي كثيراً من الفوائد مؤخراً في مختلف المجالات، ومن بينها التعليم، ويمكن القول إنَّ هذا أمر جيد، فللذكاء الاصطناعي أهمية كبيرة في رفع مستوى التعليم وتحسينه في المستقبل.

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي الطلاب على التعلم؟

يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي الطلاب على التعلم من خلال كثير من الأمور، ومنها:

1. توفير المعلومة الصحيحة للطالب:

توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي عدة تطبيقات تعمل على مساعدة الطلاب بتوفير فرصة الدراسة بأي وقت يناسبهم، مع إمكانية حصوله على التعليقات من المعلمين في أوقات الدراسة النظامية أو خارجها.

يمكن توفير المعلومة على مدار اليوم والساعة، فيتعلم أي شيء مهما كانت قدراته أو سرعته دون الحاجة إلى معلم، وأيضاً يمكن للطلاب الراغبين بالدراسة حول العالم من أي بلد أن يتعلموا دون تكبُّد عناء السفر من مكان لآخر.

2. تعدد الخيارات:

على سبيل المثال نجد أنَّ معظم الطلاب يحتاجون إلى مساعدة إضافية تُقدَّم لهم خارج الصف بعد الدرس النظامي في حل الواجب المدرسي أو التحضير للاختبارات، وفي معظم الأحيان يكون من الصعب الحصول على معلمين يملكون الوقت الكافي لتلبية هذه الاحتياجات، فهنا الذكاء الاصطناعي المتخصص بالتعليم يقدم المساعدة للطالب حسب حاجته ورغبته.

3. تقديم الاقتراحات على أساس مهارات الطلاب وقدراتهم:

ذلك من خلال إنشاء برامج تعليمية متخصصة للطلاب حسب خبرتهم التعليمية وكذلك مهاراتهم، فالذكاء الاصطناعي مكَّن الطلاب مؤخراً من اتباع منهجهم الخاص في التعلم بناء على قدراتهم وتجاربهم وكذلك جوانبهم المفضلة، ومن ثم نؤكد على جانب إيجابيات الذكاء الاصطناعي، وهو قدرته على التكيف مع مستوى ذكاء كل طالب ومعرفته وتحقيق أهدافه المرجوة ليرتفع بذلك مستواه التعليمي.

الذكاء الاصطناعي في مجال تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة:

ما هي الصلة بين الذكاء الاصطناعي في مجال تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة؟ هل تعلم أنَّ معظم منصات التعلم الكبيرة والاحترافية تقوم بتقديم دورات متخصصة عن بُعد، ومن ثم يتلقى الطالب المعلومات التي تسد الثغرات لديه وتغني معرفته وثقافته، ومع زيادة ذكاء الذكاء الاصطناعي مؤخراً في مجال التعليم أصبح بإمكانه دراسة تعابير وجه الطالب، فمثلاً إذا كان الدرس صعباً للغاية، يمكن للمنصة تغيير الدرس بما يتناسب مع فهم الطالب، وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة وقدراتهم التعليمية.

لأنَّ فئة ذوي الاحتياجات الخاصة موجودة في جميع المجتمعات بشكل كبير وبحاجة إلى الاهتمام أكثر من غيرهم وخصيصاً فاقدي السمع؛ توجد عدة تطبيقات للأشخاص الذين يعانون من إعاقة سمعية، فيمكن من خلالها تحويل النصوص في قصص الأطفال إلى اللغة التي يتعاملون بها الأصماء مع بعضهم بعضاً.

أهمية الذكاء الاصطناعي للمعلمين:

تكمن أهمية الذكاء الاصطناعي للمعلمين في تحديد نقاط الضعف التي يعاني منها الطلاب، ومن ثم يمكن للمعلمين إنشاء برنامج تعليمي أفضل لجميع الطلاب؛ وذلك عن طريق تحليل الحاجة المعرفية لكل طالب، وأيضاً تطوير المناهج الدراسية بشكل أكبر، وكذلك الإجابة على تساؤلات الطلاب المتكررة بشكل دائم، فيقوم بذلك مدرِّسو الذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة أيضاً.

ميزات الذكاء الاصطناعي في التعليم:

لا يقتصر استخدام الذكاء الاصطناعي فقط على مجال التعليم؛ بل يتوسع ليشمل الزراعة والصناعة والصحة والمواصلات والتجارة وغيرها من الأمور، ومن خلال القدرة التحليلية الهائلة للأنظمة الذكية بات استخدامه في مجال التعليم واسعاً جداً وذا أهمية كبيرة، وإليك بعض ميزات الذكاء الاصطناعي في التعليم:

• يساعد على ترتيب وتنظيم المعلومات.
• الحد من الخطأ البشري: وذلك من خلال استخدام بعض الأدوات كالآلات الحاسبة، فهي توفر الجهد والوقت، وتقلل من فرص حدوث أخطاء في العمليات الحسابية المعقدة، أما المعلمين فقد استفادوا من تقنيات الذكاء الاصطناعي في استخدامها في تصحيح الأوراق الامتحانية بطريقة خالية من الأخطاء وسهلة وسريعة وعادلة لجميع الطلاب.
• التعلم عن بُعد: والحصول على الشهادة دون الاضطرار إلى الذهاب إلى المراكز التعليمية، كما يمكن من خلالها دراسة السلوكات التي تؤهلك لدخول سوق العمل دون الحاجة إلى المناهج التعليمية.
• توفير الوقت وكذلك المال الواجب دفعه للحصول على المعلومة من خلال الكورسات الصفية وما شابه ذلك.

عيوب تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم:

كما لأي شيء في هذه الدنيا ميزات لا بد أن تكون له بعض العيوب، وكذلك الحال بالنسبة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولماذا لا يمكنها أن تحل محل المدارس والجامعات العادية؛ لذا إليك بعض عيوب تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم:

• عند استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بإفراط، فمن الممكن أن يصبح الشخص مدمناً للتكنولوجيا، وهو أمر منتشر بشكل كبير بين الناس مؤخراً، أما على مستوى التعليم، فقد يصبح الطالب مشتت الذهن، وقد يفقد تركيزه نهائياً فيما لو انشغل بشيء آخر كالألعاب الإلكترونية وغيرها من المشتتات الأخرى.
• فقدان مهارة التواصل بين الطلاب مع الآخرين؛ بسبب عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية من وراء الشاشات، وهذا يؤثر سلباً في نفسية الطالب وحياته الاجتماعية.
• زيادة نسبة البطالة، فمع تطور التكنولوجيا وكذلك زيادة ازدهار التقنيات الحديثة من الممكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محل المعلمين أو غيرهم من العاملين في مجالات أخرى.
• زيادة الكسل وقلة الإبداع عند الطلاب؛ بسبب عدم قدرتهم على استخدام عقولهم والاستعاضة عنها بالبحث عن المعلومة بسرعة دون عناء الوصول إليها، فيصبح الجيل بأكمله غير قادر على إعمال عقله في أمور حياته اليومية.

أدوات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم للطلاب:

تعد الأدوات وسيلة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم، وسنذكر لك بعضاً منها، فلا بد لك أن تكون قد استخدمتها من قبل، وربما ترغب في استخدامها بعد التعرف إليها:

1. التعلم النشط:

أو بمسمى آخر التعلم الذاتي، وفيه يقوم الطالب بالنشاطات التدريبية وحده بمساعدة تطبيقات تعليمية مخصصة أو منصات إلكترونية أو حتى ألعاب.

2. الحوارات عن بُعد:

صمم المبرمجون تطبيقات متخصصة للتواصل، والغرض الرئيس منها ليس فقط اكتساب أصدقاء جدد، وإنَّما تقوية اللغة إضافة إلى وجود برامج مخصصة للأسئلة التعليمية والتواصل إما بين الطلبة أو بين الطلبة ومدرسين متخصصين في كافة بلدان العالم.

3. منصات متخصصة في التعليم:

تمنحك هذه المنصات دروساً مسجلة لأي مادة ترغب بها في تعليمك وبشكل مجاني بالكامل من خلال الإنترنت.

شاهد بالفيديو: الذكاء الاصطناعي في التعليم هل يحل الروبوت محل المعلم

أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة للمعلمين:

إن كنت معلماً وتسأل نفسك كيف أستخدم الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، سأخبرك على بعض النقاط المتعلقة بذلك:

1. التحليل التلقائي للنصوص:

ليس عليك سوى تحضير الدرس ثم استشارة الذكاء الاصطناعي لتحليله وليبين لك إن كان مناسباً لعمر طلابك أو يحتاج إلى تعديل على معلوماته وطرحها بطرائق أخرى، ومن ثم يساعدك على اقتراح أساليب شرح جديدة في كل مرة.

2. إنشاء المدارس الافتراضية:

أي على سبيل المثال يمكنك تعلُّم منهاج السعودية باستخدام الذكاء الاصطناعي على الرغم أنَّك في بلدك؛ وذلك من خلال مدارس افتراضية تعمل عن بُعد بنظام إدارة إلكترونية متكامل.

3. الاختبارات الإلكترونية:

يساعدك الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم على قول وداعاً للطريقة التقليدية في الامتحانات، فيوفر عليك الوقت والجهد، فتكتب الأسئلة إلكترونياً وتصحح الدرجات إلكترونياً أيضاً، كما تفرز أسماء الطلاب وتوزع درجاتهم بشكل جداول بيانات عن بُعد دون الحاجة إلى جهد بشري.

إقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي في التعليم: هل يحل الروبوت محل المعلم؟

تحديات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم:

على الرغم من الانتشار الكبير لخدمات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم يشهد إلى يومنا هذا تحديات كبيرة جداً؛ خوفاً من سيطرة التكنولوجيا على البشر، ومن أبرزها إليك الآتي:

• قلة الكفاءة في التعامل مع المنتجات الإلكترونية.
• التكلفة الباهظة لبعض أدوات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم.
• القلق بشأن سلامة المعلومات، فمعظم الأشخاص يثقون بالتواصل البشري أكثر من الإلكتروني، فلا يمكن إهمال ناحية لغة الجسد في الإقناع.

في الختام:

لا يمكننا أن ننكر تطورات الذكاء الاصطناعي مجال التعليم وتأثيره في المعلمين وفي الطالب وفي المجتمع ككل، لكن يجب الحذر من استخدام هذه التقنيات وعدم الإفراط في استخدامها لتجنُّب الضرر على الفرد والمجتمع.